كتابات

على رقعة شطرنج شبوة!!

نجيب المظفر

الحرب كلعبة الشطرنج يحاول فيها أحيانا عدوك أن يزوي أهم ادوات قوتك في زاوية ضيقة ليوجه لها ضربة قاصمة تكون مقدمة لهزيمتك، ظنا منه أنك لن تستطيع أن تناور بقواتك المزوية لكنه قد لايدرك انك حتما ستتحرك على باقي مساحة تلك الرقعة لتزوي ادوات قوته التي زوتك، أو تتحرك لاشغاله عن مخططه بتهديدك للملك او المشروع الذي يدافع عنه بصورة لم تكن لتخطر له على بال فتدفعه للتحول من الهجوم الى الدفاع كما هي طبيعة صراع العقول.

وهنا لعل ما هو حاصل في اطراف شبوة يمكن فهمه بتلك الطريقة فالإمارات ومن معها أرادوا أن يزووا الجيش ليظفروا به في زاوية ضيقية تحيط به من أهم أطرافها قواتها المتواجدة ببلحاف، والحوثي ومن معه من بيحان، والإنتقالي من أبين ومن داخل بعض مديريات شبوة.

والعبرة هنا ليست بما تحقق للحوثي الذي تراهن الإمارات على ماقد يحققه فاللعبة لم تنتهي بعد والحرب كر وفر بل العبرة بالتحرك الذي سيتحركه الجيش الوطني على رقعة المواجهات العسكرية هنا او هناك،

وبالدور السياسي الذي ستضطلع به قيادة الشرعية فتستخدم له أوراقا تملكها لكنها لم تكن تمتلك المبرر لإستخدامها كالآن فترقبوا ولا تيأسوا وتذكروا أن مع كل شدة فرجا، وفتحا قريبا، ولن يجمع الله على عباده أكثر من عسر إلا ليسوق لهم من حيث لايخطر لهم على بال فرجا فوق الخيال فهو سبحانه وحده من رد الذين كفروا بغيضهم يوم الأحزاب لم ينالوا خيرا وكفى المؤمنين القتال بريح أرعبت، وقلعت، وكفأت، وبددت، وهزمت.

هكذا تعلمت من سنن الله، ومن لعبة الشطرنج التي يٍُطلق عليها لعبة الملوك لأنها بالمقام الأول تروض عقولهم على فهم ما يفكر به خصومهم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى