كتابات

في ذكراه الـ 73.. القردعي اسطورة لن تموت .

 

عمر الحار

تحتفظ الذاكرة الشعبية باسم الزعيم القبلي و الوطني الخالد الثائر الشيخ الشهيد علي بن ناصر القردعي ،وتحتفظ بجميل صنيعه الثوري  بمقتله لرأس النظام الامامي الاول في اليمن يوم السابع عشر من فبراير من العام ثمانية واربعين من القرن الماضي التي
مرت ذكراها الثالثة والسبعين بالامس الاربعاء السابع عشر من فبراير واحد وعشرين مرور الكرام ،وهي من الاحداث الوطنية العظيمة الخالدة في حياة وتاريخ الشعب وان لم تنل حظها ومكانتها من الاهتمام ،وظلت خلال هذه الفترة الزمنية الطويلة في حكم الاهمال لا النسيان لانها عصية على النسيان بحجمها الوطني الكبير من الاحداث الجسام التي شهدتها اليمن ابان تلك المرحلة من التاريخ و مثلت فاتحة الطريق لثورات الوطنية التي توالت عاصفتها على نظام الائمة حتى تم الخلاص منها بالثورة السبتمبرية الخالدة وبعد اربعة عشر عام من قيام الثائر  الشيخ علي بن ناصر القردعي بقطاف رأس الامامة الاولى برصاصة في حزيز ، لتعيش اليمن على وقعها الثوري الذي جرى مجرى النار في الهشيم وهزت عروش  حكامها من طواغيت الامامة وجعلتهم يشعرون بقرب ساعة الخلاص منهم.
ومنذ ذلك التاريخ ظلت  اليمن ونظام الحكم فيها تتقلب على صفيح ساخن من الاحداث المتوالية التي صنعتها حركة الاحرار واستقوى عودها الوطني والانخراط في نضالها الثوري المتصاعد والمعلن حتى تم الاطاحة بهذا النظام الكهنوتي المتخلف الذي عاش فيها اليمن في عزلة و سجن كبير .
اذن كانت العملية الفدائية التي نفذها الثائر الشيخ تفوق توقعات المرجعات الاولى لحركة الاحرار وجذورها الوطنية ،واستشعر الطاغويت بخطرها الداهم عليهم وجعلتهم يشعرون بان الارض تمور من تحت اقدامهم وكبلتهم بالخوف والترقب لساعة انفجار البركان الشعبي الكبير عليهم ،وهذا ماتحقق بعد بضع سنين من الحدث التاريخي الخالد الذي مثل علامة التحول الكبرى في تاريخ الاحداث السياسية المعاصرة في اليمن والشروع في كتابة اول صفحاتها الوطنية بدماء الشهداء الاحرار وامامهم الوطني الثائر المأربي وشيخ القبيلة علي بن ناصر القردعي ،وكانت المقدمة الاولى  للاطاحة بنظام الامامة في اليمن .
ويطوي الصمت حلول الذكرى الثالثة والسبعون للثائر السبائي المعاصر ،كما يطوى حلول كل ذكرى اعلام اليمن الثوار وخيرة رجاله الوطنيين الاحرار الذي ترتبط الذاكرة الشعبية بماثرهم الشعرية اقوى من ارتباطها بماثرهم الوطنية والثورية ،كنتاج حتمي لاجماع الانظمة الثورية التي توالت انظمة الحكم في اليمن على تغييبهم من ذاكرة الشعب والتاريخ كواحدة من تحقيق اشتراطات انحرافهم الواضح بالثورة اليمنية ،والانقلاب على اهداف الوطنية واستبدالها بالحكم العائلي .
ولعل مايشفي النفوس بان تحل هذه المناسبة ومأرب ومعها الاحرار من ابناء اليمن تقاتل فلول الامامة دفاعا عن الثورة والجمهورية المغدور بها بالانقلابات في شمال وجنوب اليمن .
والثائر السبائي المعاصر والشاعر الشهيد الشيخ علي بن ناصر القردعي سيظل اسطورة نضالية خالدة لن تموت .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى