كتابات

      تنصل الامارات

عمر الحار

تداولت عديد من وسائل التواصل ،اخبار متنوعة عن تنصل الامارات الشريك الثاني في تحالف دعم الشرعية في اليمن ،من تبعات جرائمها المشهودة بحق الاخيرة ،واسندت كل التهم الموجهة اليها الى الشريك الاكبر في التحالف المملكة العربية السعودية ،مدعية انسحابها المبكر منها ،ويسكن الشيطان في تفاصيل ادعائها الفاضح والمكشوف،وان امطرت العالم بكثافة تسريباتها ومن قلب العالم المعاصر  امريكا ومن عاصمتها على وجه التحديد،وكأنما تمضي على مقولة المثل العربي الشهير اقرب من الخوف تأمن .
لن تنطلي محاولات ابوظبي وفقعاتها الاعلامية على احد خصوصا المهتمين بقضايا حقوق الانسان ومؤسستها الرائدة و الضليعة في التحقيق والدفاع عنها،و التي تمتلك سجل مخجل لجرائم الامارات في اليمن وجميعها موثقة باسناد ملفاتها القانونية وتدعيمها بالادلة والشهود التي تضج بها اروقة هذا المؤسسات الحقوقية الوطنية والدولية ،و لا نجاة لابوظبي من العقاب والحساب عليها سيما وهي  تصنف على انها جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية المكتملة الشروط والاركان ،وستظل سيفا مسلطا على ابوظبي في كل الاوقات ومتبوعة بدفع ثمن جرائمها غير قابلة للتنازل عن المسألة القانونية عليها ،باعتبارها من الجرائم التي لا تسقط بالتقادم وفقا والشريعات والاعراف والقوانين الدولية .
وان ظلت ابوظبي التي لعبت ادوارا اكبر من حجمها في اليمن ،محل شكوك كثيرا من المهتمين بالشان اليمني على الرغم من  رغبتها العارمة  في تقمصها لكن الايام كفيلة بظهورها كمهرج في ختام المهرجان ، ولا نجاة لها من تحمل وزر اجرامها الموغل في اليمن و تحمل تبعاته على كافة المستويات وقد تصبح الضحية الاولى والوحيدة لاطماعها غير المبررة على اليمن وجنوحها الحاد والمسرف باهداف  الحرب عليها .
ولعل اكثر مايثير الانتباه في الامر هو اختفاء ظاهرة الزوبعات الاعلامية المصاحبة لمثل هكذا تسريبات مريبة لابو ظبي التي لها اذرع اعلامية طويلة في شتى بقاع العالم ،وكانما ذلك السكوت المتعمد هو اول الاشارات النوعية لخروج هذه الجوقة عليها وانفلات امر السيطرة والتوجيه لها من يديها ،ان لم تكن مقياس دقيق لجس نبض الرأي الدولي مع قدوم الادارة الامريكية الجديدة ،و بزوغ الشرارات النارية الاولى لرجلها الاول جون بايدن ومواقفه المعروفة من حرب اليمن ،وهو ما يمكن اقترانه بداية للعد التنازلي لها بتوليه زمام قيادة امريكا بحلول نهاية العام ،مما يجعل ابوظبي تشعر باقتراب يوم الحساب ومحاولة الهروب الى الامام منها ،وان غاب عن بالها وحسبانها هذه اللحظة غير قادرة على مواجهتها لا محالة ، وعلى مايبدو بانها توصلت ابوظبي الى قناعة مع نفسها بان اي مناورات سياسية او اعلامية لن تجديها نفعا اليوم ونحن نقف على عتبات المطاف الاخير من الحرب ،ولا متسع من الوقت امامها يمكنها من اللعب مرة اخرى لتغيير المواقف الدولية المحسومة سلفا تجاهها،وما مسارعتها  ببث نبضات ضعيفة عن محاولاتها التخلي العلني عن جرائمها في اليمن الا نوع من العبث  ومضيعة للوقت لا اقل ولا اكثر  ،وهي غير منجية لها في كل حال من الاحوال ولا مفر لها من دفع فاتورة حسابها الباهضة الثمن بالتأكيد .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى