كتابات

لا تظلموا المنتخب !!

 

كتب / عبدالكريم الرازي

ودع منتخبنا الوطني لكرة القدم بطولة أمم آسيا ٢٠١٩ المقامة بالإمارات بعد أن أثخن مرماه بعشرة أهداف خماسية للمنتخب الإيراني وثلاثية للعراق  وهدفين من فتنام.. لاشك أن العاطفة تغلب علينا جميعا في الشارع اليمني ومن حقنا أن نغضب ونثور ونصرخ وهناك من سيجلد اللاعبين بدءا من كابتن المنتخب علاء الصاصي حتى آخر لاعب حارس المرمى كابتن سعود السوادي وهذا بطابع العاطفة اليمنية ولكن الواقع والمنطق يفرض علينا أن نقيم أداء منتخبنا بإنصاف ومنطق..

منتخبنا مشاركته جاءت في ظل ما تعانيه بلادنا من عدوان جائر دمر كل شيء .. ولا وجود للمسابقات الكروية ولا البطولات وأي منصف يعرف أن أي منتخب يحتاج إلى أن يلعب مباريات ودية وإعدادية هناك منتخبات تلعب وديات تصل إلى خمسين او ستين مباراة بينما منتخبنا يشارك بالبركة وذلك فقط كإسقاط واجب حتى لا تتعرض الكرة اليمنية للعقوبات الأسيوية من الاتحاد الأسيوي لكرة القدم . ومن الأسباب التي تجعل منتخبنا يظهر بتلك الصورة غياب الإدارة الرياضية المحترفة في الاتحاد العام لكرة القدم وإننا أمام اتحاد يعمل بالبركة وأعضاؤه لأهم لهم إلا التسابق على السفريات وبدل السفر بالدولار واخذ صور تذكارية بربطات العنق في مختلف الدول التي يسافرون لها وهم بعيدون كل البعد عن متابعة احتياجات المنتخب وان يدركوا أن وجودهم بالاتحاد إنما لخدمة منتخباتنا وتوفير احتياجات لاعبينا والجهازين الفني والإداري..

علينا ان لا نقسو على لاعبين منتخبنا الوطني لكرة القدم ولا نظلمهم إلا بتقييم منصف وعادل فهم قد يتحملون جزء من المسؤولية في شعورنا أنهم يلعبون بدون استشعار للولاء للوطن وطبعا ليس جميعهم وإنما بعضهم وكأنهم في رحلة استجمام وليس في بطولة وغياب اللعب الجماعي ولا وجود للمهارات الفردية ولا الجماعية إلا من رحم ربي.. ولاشك أن كثرة تغيير الأجهزة الفنية للمنتخبات وخاصة قبيل المشاركات الخارجية تضر المنتخب أكثر مما تخدمه ولو كان هناك ادارة محترفة في الاتحاد لحرصت على ايجاد جهاز فني محترف وخبير مبكرا وتثبيته وان لا تخضع عملية اختيار الأجهزة الفنية لحكايات العمولات والكوميشن والمصالح الفردية لبعض المستنفذين بالاتحاد الذين يعرفهم الجميع.

إن المسئولية تقع على عاتق الاتحاد العام لكرة القدم برئاسة الشيخ/احمد صالح العيسي وفريق عمله والعيسي كلنا نعرف إنشغاله عن الاتحاد وان هناك من يستغل ثقته في التربح والاغتناء غير مهتم لا بسمعة ولا باسم الوطن ولا المنتخب والواجب ان يلمس الشارع اليمني صحوة من الشيخ/احمد العيسي وحتى من جميع مسئولي البلد لمحاسبة المتسببين فيما يحدث للكرة اليمنية والذين بسبب صبيانيتهم أصبحت الكرة اليمنية اليوم تكملة عدد في مختلف مشاركاتها ولا حس ولا خبر لاستشعار المسؤولية لدي المعنيين وعقب كل مشاركة نتابع ثورة غضب في وسائل التواصل الاجتماعي وبعضا من التحليلات ولكنها ثورة مؤقتة للأسف وأصبح المتسببون في مرمطة الكرة اليمنية واثقين انه لن يحدث اي تغيير وان المطالبات برحيل اتحاد العيسي صعبة المنال في ظل إستقوائهم بعصي الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وبالعقل نقول كل ما نريده فقط المحاسبة وإيقاف هذا العبث وان يتحرك (العيسي) لإحداث تغييرات جذرية بالاتحاد بعيدا عن أولئك الذين يستغلون ثقته وان نلمس جدية بالمسئولية ما لم يحدث ذلك فصدقوني سنظل (محلك سر) وستواصل الكرة اليمنية تدهورها وتراجعها. اليمن تزخر بالمواهب الكروية المظلومة والتي ينبغي أن تنال حقها من الرعاية والاهتمام وان لا تظل منتخباتنا حكرا على قوائم تشكيلات أصحاب المقاولات والوساطات وان يكون شعار المنتخب حلما لارتدائه للمستحقين من نجومنا بجدارتهم في الميدان ومهاراتهم وان تحتكر العملية في أسماء وشخوص لم يعد لديها ما تقدمة للكرة اليمنية. لا تظلموا المنتخب فهذا واقعنا في ظل إدارة عاجزة وفاشلة رغم معرفتي بنبل مقاصد الشيخ/احمد العيسي لخدمة الكرة اليمنية وما يقدمه من أموال لا محدودة ولكن ينبغي علية أن يوقف كل من يستغل ثقته وان يستبدلهم بالكوادر الإدارية الرياضية الكفؤة والمخلصة وما أكثرهم في بلادنا.. وإلا فلن تشهد الكرة اليمنية أي تطور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى