افكار واراء

الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية

بسم الله الرحمن الرحيم

لكل واحد منا في هذا الوجود وجهة نظر أو رأي أو انطباع، يتطابق ويتفق مع الآخرين، أو ربما قد يختلف معهم. بغض النظر عن صحة هذا الرأي من عدمه، إذ تتشكل وجهة النظر أو الرأي الخاص بالشخص بناءً على الظروف التي يعيشها والبئية والثقافة والتجارب التي اكتسبها، بالإضافة إلى التأثير المباشر الناتج عن الاختلاف في العمر والخبرة في الحياة، واختلاف الأمزجة والنفسيات ومستوى الوعي… ومرد هذه المقدمة هو ما اثارته الرسالة المنشورة لي بصحيفة السياسية الأسبوع الماضي تحت عنوان: (إلى أخي الرئيس).

هذه الرسالة التي أخذت من الجدل الشيء الكثير، فما بين مؤيد لما طرح فيها ومعارض، وما بين مستهجن ومستنكر… وما بين هذا وذاك ، يظل السؤال، هل من حق كل يمني أن يشارك الجميع همومهم وتطلعاتهم؟ هل من الواجب علينا أن نصدق ولي الأمر النصيحة؟ هل يجب علينا أن نعكس مايحدث من ردود الأفعال تجاه كل مايدور في الشارع، وتقدير حجم وتبعات ما ينتج عن الممارسات المختلفة من أخطار بهدف الحد من تفاقم الأوضاع؟ أم أن المطلوب دس الرؤوس في الرمال، وهو ما لن يحدث مطلقاً إن شاء الله. على هذا الأساس فإني أضع النقاط على الحروف، حيث أؤكد هنا أن ما ورد في الرسالة السالفة الذكر لاتمت بأي حال من الأحوال إلى تنسيق مسبق مع أي شخص وليس إملاء من أي طرف. وما ورد في الرسالة لم يكن إلاّ اجتهاد شخصي مني وواجب يمليه عليّ ضميري، فقول الحق لا يحتاج إلى إذن من أحد، على أن حنكة وحكمة وبصيرة الأخ الرئيس، وسعة صدره هي المدعاة إلى تقديم الرسالة له ونشرها، في محاولة لإيجاد مخرج لكل الأزمات التى تعصف بالوطن.
كما أننى أنطلق فيما قدمته من المنطلقات التى تحكمنا جميعاً، وفى مقدمتها الديمقراطية وحرية الرأي وعدم الاستبداد بالرأي أو فرضه على الآخرين، مؤمن أن الاختلاف في الرأى ينبغي أن لا يؤثر على العلاقات الطيبة والمودة المفترضة بيننا كيمنيين، نتقاسم ونتشارك في الهموم، وفي الأفراح والأتراح، ، كما أن أي رأي لا يتوافق وتوجهات البعض لا يُعَدُّ مدخل للعداوة والكراهية والحقد، بل هو طريق لتنمية الأفكار والآراء، ومسلك لتكامل العقول وتواصلهابعيداً عن الاستخفاف بآراء الآخرين وأفكارهم، أو الاستهزاء بهم مهما كانت سطحيتها أو سذاجتها، فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
نعم … لقد كان ماقد كان في ماورد في رسالة ….إلى أخي الرئيس، والذي نؤكد على كل ماجاء فيها من مقترحات بكل ثقة واعتزاز، وبدون تردد أو خوف أو وجل من ردة الفعل التي أجزم أنها إن تمت فحتماً ستكون إيجابية، إذ لا خوف ولا تملق ولا مجاملة في كل ما ذُكر، بل هي نصيحة خالصة لوجه الله، حيث أن كل ما ذُكِرَ كان بعيداً عن التطرف والعنصرية والانحيازية، وهذا ما يؤكده النقد اللاذع الذي قوبلت به الرسالة من قبل بعض زملائي في المؤتمر الشعبي العام .
إن ما تشهده بلادنا من تداعيات الأزمة السياسية المستمرة وانعكاساتها على الوطن والمواطن تُعَدُّ من المنظور السياسي خطيرة، خاصة في ظل الأحداث والتداعيات التي تمر بها بعض الدول العربية اليوم والتى تستدعي منا جميعاً قراءتها بحكمة وتمعن، منطلقين من حبنا جميعا لهذا الوطن، وحرصنا على وحدته وأمنه واستقراره، مدركين جميعاً خصوصية وتركيبة المجتمع اليمني، ومدى الأثر الذي يمكن أن تحدثه أي فتنة من دمار وخراب يطال أثره جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى بلادنا ، ولذا فإن المسؤولية الأخلاقية تحتم علينا تقديم النصيحة والمشورة، كوننا جميعاً نُبحِر على ظهر سفينة واحدة، ومسؤوليتنا أمام الله والتاريخ والأجيال القادمة تحتم علينا الحفاظ على سفينة الوطن وإيصالها إلى بر الأمان .

والله الموفق ،،،

نبيل حسـن الفقيه

نبيل حسن الفقيه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى