افكار واراء

وعادة قطر .

 

عمر الحار

هل سترجع قطر  من الباب على خط الازمة اليمنية ،بعد خرجوها من نافذتها،باعلان عودة علاقاتها باليمن من جديد .وستظل المسألة حمالة اوجه على اكثر من صعيد ،في الوقت الذي يعرف عن الدوحة بانها الذراع الدولي الاول لتدخل في اليمن ومحاولة الامساك بطرفي ازمتها من الوسط بصورة توحي برغبتها في التصفية المبكرة لها وتسويتها بشكل نهائي ومرضي بعيدا عن القوى الدولية الخفية الموجهة لها والتي عملت على مايبدو على ايقاض صدر الرياض عليها ليؤخذ التوتر بينهم بجوامع روابط الاخوة والتاريخ والوصول بها الى القطيعة والخصام بسرعة البرق وتعطيل المصالح والتهديد بمستقبل مظلم لكل منهما ،مماسهل لتلك القوى ومكنتها من حلب اثداء بقريتهم بفم دولي واحد .
لتذهب الدوحة بعدها في انتهاج سياسة عدائية واضحة وماكرة اشتغلت مكنتها من العمل على مناهضة المملكة ،والاجتهاد في تضييق الخناق عليها بحبائل من الازمات المصطنعة وبادوات تركية وايرانية خطيرة نغصة نعمة الحياة على الرياض بضع سنين  .
والدوحة تصرفت حينذاك كربيبة لسياسة الدولية الحديثة التي تفتح وعيها في صوالينها الضخمة والمعاصرة ومدارسها الغربية الراقية والحديثة  ،بعد نفش ريشها في السياسة كعرابة لثورات الربيع العربي بامتياز ،وقادة بتلابيب حركة الاخوان العالمية واسندت لها مهمة الانهيار ،وعلى عادتها كحركة برغمانية نفعية صرفه تقبلت التكليف الدولي غير المباشر لها ونجحت في تحقيق اعلى معدلات الخراب للاوطان والانظمة ،وتفوقت قوة الحركة وتجربتها النضالية العريق على قطر مجتمع وتاريخ، وان عملت بطريقتها المعروفة كحركة قابلة لتطويع في اي وقت وبما تملئه المواقف .
و لم تدم صنيعة النصر الدولي لدوحة طويلا ،وسرعان مانزوت في خانة الابتعاد عن اخفقاته القادمة كقطع الليل المظلم عليها وحمت نفسها من تبعاتها المباشرة بذكاء واضح ربما بايعاز من موجهها الدولي حتى تتمكن من اعادة تأهيل سمعتها المتضررة من الثورات،عقب تحملها تكلفتها المالية الضخمة ، وكف يدها من موسم حصاد العرب بفاتورة اخرى واكبر تكفلت المملكة بدفعها ،وفي الحالتين خسر العرب وكسب الغرب التي ادار حربه على المنطقة بالتكلفة الصفرية المعتمدة  كاحدث النظم في ادارة حسابات الحروب .
ومن السابق لاوانه الحكم على عودة العلاقات اليمنية القطرية الى مكانت عليه وربما تكون افضل لكنها في كل الاحوال تكسب اليمن وشرعيتها الدستورية داعما خليجيا جديدا قويا ومؤثرا ،سيعمل على مساعدتها في رفع الضغوطات عنها من  بعض اعضاء مجلس التعاون وقد تؤتي اكلها الطيب على كافة اطراف الازمة التي تجمعهم بها علاقات بينية قوية ،لوقوف الدوحة في المنتصف بينهم خاصة الانصار والاصلاح التي اندلعت حربهما وهم على مائدة قطرية واحدة .
وقد يكون الاصلاح الرابح الاكبر منها على اعتبار عودة العلاقات اليمنية القطرية تمثل له نقط ضوء في نهاية النفق السياسي الضيق والمظلم للازمة يقيه ولو قليلا من قوة الانزلاق والسقوط الى الهاوية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى