ارسال بالايميل :
9321
متابعات
منذ العام 2017 لم ترفع الإمارات أعينها عن محافظة تعز، رغم أن جغرافية السيطرة العسكرية في تعز مقسومة نصفين بين قوات صنعاء وفصائل التحالف السعودي بمختلف ولاءاتها لكل جهة داخل التحالف، إلا أن تركيز أبوظبي هو على المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف والتي يسيطر عليها بشكل رئيسي حزب الإصلاح.
يرى مراقبون إن أهمية المناطق الخاضعة لسيطرة الإصلاح في تعز باسم الشرعية، تكمن في أن من بين هذه المناطق المدينة الرئيسية مركز المحافظة والتي تضم المؤسسات الحكومية بالإضافة إلى المعسكرات التابعة للجيش المحيطة بالمدينة والتي تخضع هي الأخرى لسيطرة الإصلاح، وأيضاً مديرية الشمايتين جنوب تعز والتي تتضمن منطقة التربة ثاني أكبر مدينة حضرية في المحافظة.
في محاولة منها لإخراج نفسها من دائرة الاستهداف العسكري الذي تتعرض له الرياض، اتجهت الإمارات إلى التقليل من وجودها العسكري في اليمن، من خلال سحب بعض قواتها وإعادتها إلى الإمارات من جهة، وإعادة تموضع باقي قواتها وإعادة انتشارها في مناطق أخرى جنوب اليمن من جهة ثانية، رغم ذلك لا تزال أبوظبي تضع هدف السيطرة على المرتفعات الجنوبية الغربية لتعز ومدينتها الرئيسية من أولويات بقائها في اليمن، الأمر الذي يشير إلى أن تعز بانتظار حمام دمٍ بين حلفاء الإمارات والسعودية من جهة والإصلاح من جهة ثانية.
موقف السعودية من أهداف الإمارات في تعز
بشكل حصري علم “المساء برس” من مصدر عسكري رفيع كان يتبع قوات طارق صالح قبل انشقاقه مؤخراً، أو ما تعرف بقوات (المقاومة المشتركة) الموالية والممولة من الإمارات ومقرها الساحل الغربي وتحديداً في المخا جنوب غرب تعز، أن السعودية باتت مقتنعة تماماً بضرورة ضرب الإصلاح في تعز وتمكين قوات (المقاومة المشتركة) التي يقودها طارق صالح من السيطرة العسكرية الكاملة على المناطق الخاضعة لسيطرة الإصلاح.
المصدر العسكري كشف أن قوات طارق صالح ظلت منشغلة منذ فترة بإجراء ترتيبات عسكرية تشرف عليها الإمارات بشكل مباشر، ونظراً لاطلاع المصدر العسكري وقربه من مصادر القرار في المخا فإن الاستعدادات العسكرية تتم بشكل سري للغاية ويصاحبها نشاط مكثف على مستوى التنسيق والترتيب مع بعض القيادات المجتمعية المنتمية لحزب المؤتمر في تعز من الموالين للشرعية بما في ذلك المتواجدين في الأرياف، بهدف تسهيل التحرك العسكري للإمارات في تعز وضمان عدم وجود مقاومة موالية للإصلاح.
اللافت في الأمر هو ما كشفه المصدر العسكري من أن المعلومات المؤكدة لدى القيادة العسكرية في المخا هي أن ما يجري الإعداد له حالياً لا يزعج السعودية، وأضاف “كنا نعمل ونحن ولدينا تطمينات بأن هناك ضوءاً أخضر من السعوديين لتنفيذ هجوم عسكري واسع ضد الإصلاح في تعز وحتى الآن لا يزال العمل جارياً على أساس أن ما سيحدث لن يكون انقلاباً أو تحركاً عسكرياً ضد الشرعية وأضيف لكم أننا أُبلغنا أن تحركنا يتم بتنسيق أيضاً مع الشرعية في الرياض ونحن طبعاً لا نعرف من من الشرعية يعلم بهذا الكلام ولكن هذه هي التأكيدات وهذا هو الذي يتم الإعداد والتحرك على أساسه”.
في هذا السياق، لم يشكك مصدر قبلي في محافظة تعز من المعلومات التي كشفها المصدر العسكري المنشق عن قوات طارق، إذ اعتبر المصدر القبلي في حديث لـ”المساء برس” إن المخطط الإماراتي للسيطرة على تعز لم يعد مجرد توقع فقط بل بات أكيداً، مضيفاً إن الإمارات بدأت بالفعل بشن هجوم إعلامي على الإصلاح في تعز وأن هناك مؤشرات أن السعودية موافقة أيضاً، كما قال إن الحملة ضد الإصلاح قد بدأت وأنها لن تتوقف، معتبراً أن ما سيلي هذه الحملة لن يكون أقل من تفجير الموقف عسكرياً في وجه الإصلاح من خلال استغلال السلبيات التي صاحبت معظم أدائه سواءً داخل الشرعية أو خارجها وسواءً في الجانب العسكري أو المدني وهو ما سيدفع الشارع الغاضب أصلاً من سياسات الإصلاح وممارساته خلال الفترة الماضية.
اضف تعليقك على الخبر