يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

القائد الحكيم: بين الحسم والأبوة، وبين الشدة واللين

أشرف محمدين

الكاتب : أشرف محمدين 

القائد الحقيقي لا يُقاس فقط بعدد القرارات الصائبة التي يتخذها، ولا بعدد النجاحات التي يحققها فريقه، بل يُقاس بتأثيره الإنساني، بقدرته على الجمع بين الحزم في المواقف الحاسمة، والرحمة في الأوقات التي تحتاج إلى احتواء، بين أن يكون صارمًا عندما يستدعي الموقف الحسم، وأبًا عندما تحتاج الروح إلى من يحتويها.

القائد الحكيم لا يتخذ قراراته بناءً على انفعالات عابرة، بل يزن الأمور بعقلٍ راجح، وقلبٍ يعرف متى يشد ومتى يلين.
هو من يعرف أن السلطة لا تعني الصراخ، وأن الهيبة لا تُبنى بالخوف، بل بالعدل، والقدرة على أن يكون ملاذًا آمنًا لفريقه دون أن يتخلى عن موقعه كقائد.

الحكمة في القيادة هي أن تُحسن الإصغاء قبل إصدار الأحكام، وأن تزرع الثقة قبل أن تطلب الولاء، وأن تُربي جيلاً يستطيع أن يتحمل المسؤولية، لا جيلًا يعتمد عليك في كل شيء.

هو القائد الذي يرى في كل فرد من فريقه مشروع نجاح، فيستثمر فيه، ويمنحه المساحة لينمو، ويُشجعه على التفكير المستقل، ويحتفل بإنجازه كما لو كان إنجازه الشخصي.

هو الذي لا يخشى من منح الصلاحيات، لأنه يثق أنه ربّى رجالا ونساءً قادرين على اتخاذ القرار، وهو في ذات الوقت لا يتأخر عن التدخل إذا ما تطلبت الأمور رؤيته الحاسمة.

هو الذي يعرف متى يقول “لا” دون أن يجرح، ومتى يقول “نعم” دون أن يفقد السيطرة.

هو الذي يعلم أن القلوب لا تُشترى بالخوف، بل بالعدل والاحترام، وأن الانضباط الحقيقي لا يأتي من الرهبة، بل من القناعة.

ويبقى الأمل…

في عالم يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم، يظل الأمل قائمًا في وجود هذا النموذج من القادة… أولئك الذين لا تستهويهم الأضواء بقدر ما يُغريهم البناء، ولا تشغلهم المناصب بقدر ما يحركهم الشغف لخدمة من يقودونهم.

القائد الحكيم لا يتوقف عند نجاح واحد…
بل يرى كل إنجاز مجرد بداية جديدة، وكل خطوة للأمام دعوة لخطوة أبعد.
يعيش حالة من الشغف المستمر بالتطوير… لا يكتفي بما يعرف، بل يتعلم، يتأمل، يتواضع أمام المعرفة، ويعترف أن التطوير لا سقف له.

لا تملّه التحديات، ولا تفتّ في عضده العقبات.
يرى في كل أزمة فرصة، وفي كل إخفاق درس، وفي كل تغيير فرصة للنمو.

القائد الحقيقي تجد قلبه و روّحه دائما شباب متجدد لأن قلبه مشغول دومًا بالأفضل، وعقله متقد بحلول جديدة، ونفسه مؤمنة أن “الركود موت”، وأن “الثبات في مكانك… تراجع”.

هو القائد الذي يلهمنا أن نُطوّر لا فقط مؤسساتنا، بل أنفسنا أيضًا.
أن نتحرك، أن نغيّر، أن نرتقي، وأن نُخرج أجمل ما فينا.

لذلك حين تجد قائدًا كهذا، تمسّك به…
وتعلّم منه، وسِر خلفه،
فهو لا يفتح لك الطريق فقط،
بل يعلمك كيف تبني طريقك بنفسك…
لتكون يومًا أنت القائد الحكيم الذي يجمع بين الحسم والأبوة،
وبين شدّة القرار، ودفء الإنسانية.

اضف تعليقك على المقال