الكاتب : أشرف محمدين
في زمنٍ تداخلت فيه المفاهيم، وتقلصت فيه المسافات بين الناس بفعل التكنولوجيا والانفتاح، لم تعد العلاقات الإنسانية تسير وفق الخطوط القديمة التي كانت تُرسم بالحياء والوضوح، بل باتت أكثر تعقيدًا وتشابكًا، وتحتاج إلى وعي ويقظة أكثر من أي وقت مضى.
وسط هذا المشهد، تبرز ظاهرة مقلقة: رجال لا يتوقفهم ارتباط المرأة، ولا تردعهم رابطة زواج أو حب أو حتى أمومة.
رجال لا يرون في “الحالة الاجتماعية” للمرأة سوى معلومة… لا تمنعهم من الاقتراب، ولا توقف رغبتهم في التجربة.
لكن… رغم كل ذلك، يبقى السؤال الأهم:
من يُحدد شكل العلاقة؟ من يضع الحدود؟ من يُوقف التوغل أو يسمح به؟
وربما تكون الإجابة الصادمة والبسيطة: المرأة وحدها.
حين لا تعني “لا” شيئًا
في حالات كثيرة، لا يتعامل بعض الرجال مع الرفض الصريح أو غير الصريح باحترام.
يصرّ البعض على أن “المثابرة تفتح الأبواب”، و يتعامل بمبدأ انه لا توجد امراه لا ترغب في سماع كلمات من الإعجاب”، وأنه إن لم ينجح في البداية، فربما تنجح المحاولات التالية.
لكن الحقيقة أن الكثير من هذا التمادي لا يستمر إلا بوجود “نوافذ مفتوحة” تتيح له أن يستمر.
نعم، هناك رجال يتجاوزون الخطوط، ولكن هناك أيضًا نساء لا يرسمن هذه الخطوط بوضوح.
المرأة هي من تصنع حدود العلاقة
حين تكون المرأة واضحة، حاسمة، واثقة، لا مجال للتأويل أو الاستسهال.
نبرة الصوت، لغة الجسد، طريقة الرد… كل هذا لا يخدع من يريد أن يفهم.
المرأة التي ترفض، لا تترك شكًا في نيتها.
والمرأة التي تُبقي على الخيط الرفيع من المجاملة أو الضحك أو التهاون… هي من تسمح للتجاوز أن يحدث.
لا مبرر لأحد في التعدي، لكن المسؤولية عن “الاستمرار” في العلاقة غير المتزنة تقع في الغالب على من ترك الباب مواربًا.
القبول والرفض ليسا رد فعل فقط… بل قرار
المرأة ليست مجرد مستقبل لمحاولات الرجل، بل فاعلة ومؤثرة.
هي من تُقرر إن كانت سترد على الرسالة أم لا.
هي من تُحدّد إن كان “الإعجاب” سيُرد بمجاملة أم بصمت حاسم.
هي من تُبقي على مسافة الأمان، أو تُذيبها بتهاون ناعم.
المرأة هي من تصنع شكل العلاقة…
إن كانت صداقة بريئة، أو تعارفًا سطحيًا، أو تواصلاً خاطئًا سيؤدي إلى ما لا يُحمد عقباه.
قوة المرأة ليست في صدّ الرجل فقط… بل في وضوحها مع نفسها
المرأة القوية لا تَصدُّ فقط من يتجاوز، بل تُدرك أن قيمتها في احترامها لنفسها قبل أي شيء.
تُدرك أن كل علاقة غير متوازنة، تبدأ بخطوة “سماح” واحدة.
وأن الحفاظ على كيانها لا يعني التوتر أو القسوة… بل الوضوح. خصوصا مع رجال لا تحترم الخصوصية او حرمة أنها علي ذمة رجل آخر - فهذا النوع من الرجال يتسم باعلي درجات الوضاعة و الحقارة بالرغم من انه قد يكون علي قدر عالي من الثقافة او يشغل منصبا مرموقا إلا انه لا يتواني و يصبح كالإهبل لمجرد انه يريد ان يثبت لنفسه شيئا ما فيلطف مع هذه و يستظرف مع هذه و هذه النوعيه لا يجب ان تتعامل معه المراه بالرقي مهما كانت مكانته بل يجب التعامل معه بحسم ووضعه عند حد معين حتي لو اضطرت المراه لاستخدام أسلوب الاحراج معه و لا مانع ان تصل الي الاهانه إذا ظل في تجاوزه إذا كانت للأسف مضطرة للتعامل معه تحت ظروف العمل مثلا و هذا إذا كانت تريد حقا الحفاظ علي بيتها و احترامها لنفسها و زوجها
لذا، في عالمٍ مليء بالتشابك والعلاقات الرمادية…
تبقى المرأة التي تُعلن موقفها من أول لحظة، هي الأصدق، والأقوى، والأكثر احترامًا.
اضف تعليقك على المقال