الكاتب : أشرف محمدين
في زوايا النفس، يختبئ خوفٌ لا يُرى، لكنه يُشعر. خوف لا يعلو صوته، لكنه يُسيطر…
ذلك النوع من الخوف الذي لا يأتي من تهديد خارجي، ولا من خطر محدد، بل ينبع من الداخل… من هشاشة الثقة بالنفس.
كم من شخصٍ مبدع كتم فكرته لأن صوته الداخلي قال له: “مش هتعرف توصلها صح”؟
وكم من إنسان طيب أحجم عن الحب، لأنه شعر أنه لا يستحق أن يُحَب؟
وكم من فرصة ضاعت، لأن صاحبها ظن أنه “مش كفء”، أو “مش جاهز”، أو “أكيد غيره أحسن”؟
قلة الثقة في الذات ليست ضعفًا بسيطًا يمكن التغاضي عنه… بل هي كالنار الهادئة التي تلتهم عمر الإنسان دون أن تترك دخانًا.
هي السجن الذي يصنعه الإنسان لنفسه دون أبواب حديدية، فقط جدران من الشك والجلد الذاتي.
هذا الخوف لا يُحدث ضجيجًا… لكنه يهزمك في صمت.
يُفقدك القدرة على المحاولة، وعلى حتى الحلم.
تصبح خطواتك محسوبة بألف تردد، وكلماتك موزونة بألف خوف.
تخاف تقول “أنا شايف”، “أنا حاسس”، “أنا نفسي”…
فتكتم كل شيء، وتعيش حياة أقل كثيرًا مما تستحق، فقط لأنك شككت في ذاتك.
وهنا تكمن المأساة:
الناس لا يلاحظون أنك خائف… بل يعتقدون أنك لا تهتم.
لا يعرفون أن خلف صمتك صوتًا عاليًا يقول:
“يا ترى هيفهموني؟ طب لو ضحكوا عليا؟ طب لو فشلت؟ طب لو…؟”
وهكذا، تتآكل الأيام… ويضيع العمر، في مساومة خاسرة بين حلمك وخوفك.
⸻
لكن وسط هذا الظلام، هناك دائمًا ضوء صغير… شعاع أمل.
لأن الثقة بالنفس ليست هبة تولد بها، بل مهارة تُكتسب… وموقف تُقرره كل يوم.
في كل مرة تقول فيها “أنا هحاول” رغم ترددك،
وفي كل مرة تتكلم رغم أن صوتك بيتهز،
وفي كل مرة تقف تاني بعد سقطة…
أنت بتقوي نفسك، وبتقرب خطوة من النسخة اللي بتتمنّى تبقى عليها.
ابدأ بخطوة بسيطة… عبّر عن رأيك.
شارك مشاعرك حتى لو متلخبطة.
خد قرار صغير، ونفّذه رغم خوفك.
سامح نفسك على اللي فات،
وافتخر بنفسك على أي حاجة حلوة عملتها، حتى لو كانت صغيرة.
وافتكر دايمًا:
الخوف طبيعي، لكن الاستسلام ليه اختيار.
والفشل وارد، لكن الندم وجع مستمر.
وكل مرة تحاول، حتى لو ما كملتش، بتنتصر على خوفك.
إوعى تفضل متفرّج على حياتك…
قوم، وشارك، وكون أنت البطل الحقيقي لقصة عمرك
اضف تعليقك على المقال