يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

ثرثرة اعلامية (1)

عمر الحار

 

الكاتب : عمر الحار 

تذكرت حال احتفاء قناتي صنعاء وعدن باخبار شبوة ، وتعاملهما المهني الرفيع معهما . حينما يتراقص ذكرها على شفاه مذييعها و مذيعاتها ، كانها مقطوعة موسيقية عذبة و جميلة تطرب اذان ونفوس متابعيها على كثرتهم . اليوم يلقون باخبار شبوة في الهواء مباشرة ، مكسرة الاحرف فاقدة المعاني ، وبنرة صوتٍ اذاعي نشازٍ ، يكأد لايخرج من تجاويف افواههم الابخروج انفسهم مع الكلمات ، لقلة اهتمامهم بتطوير مهاراتهم الصوتية و اللغوية ،  والاستخفاف الواضح بالمهنة التي فقدت على اياديهم بريقها الذهبي . 

تذكرت حالي في متابعة اخبار شبوة في الفضائية اليمنية وفي عصرها الذهبي ، وحجم المعاناة التي نواجهها في وصول فيديوهات الاخبار اليها ، الاولى في صنعاء و الثانية في عدن  قبل دخولنا في العصر الرقمي الرهيب . وكيف كان التعامل الوطني والمهني الراقي معها . آخذا طابع العصر الذهبي لليمن و الذي افل مع صانعه الزعيم الشهيد  علي عبدالله صالح رحمة الله تغشاه الى يوم الدين .
كان مذيعيها يحتفون بنص الخبر ، مطلقين ارواح ابدعاتهم الغوية في كلماته ، لتنسكب في اذن المتلقي وكانها سمفوانية خالدة لاول مرة يسمعها في حياته .

وحال مذيعو بعض  الفضائيات اليمنية الرسمية اليوم يرثى له رغم ترف الاستخدام الرقمي الحديث في التعامل مع الاحداث ، وسرعة الوصول اليها ، لشعور المشاهد بدخول المذيع في معركة خصام شخصي ونفسي شرس مع النص ، بعد نثره هشيما في رياح الفضاء الاكتروني الرحيب ، ليلقى مصيره المحتوم في آفاقه المفتوحه كطيرٍ جميل ممزق الاوصال ، وقع على ذهنية المشاهد وامام عينيه كتلة هامدة لا حياة فيها . متجاهلين قيمة الخبر في حياة الناس ، كمصدرٍ معرفيا واساسيا لها من كل النواحي السياسية ، والعلمية ، واداة من ادوات بنائها الفكري و الاخلاقي السليم . 

اضف تعليقك على المقال