يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

قمة الرابع من رمضان .

عمر الحار

الكاتب : عمر الحار 

اختتمت اليوم في القاهرة القمة الطارئة للقادة والزعماء العرب .
وخرج بيانها الختامي بثلاثة وعشرين  فقرة او بندا بعدد دول العرب مجتمعة ، وبزيادة فقرة شكر البلد المضيف مصر العروبة .
و جاء بيان قمة الرابع من رمضان صائما عن لغة الشجب والتهديد ، لاسرائيل  مراعاةً لحرمتها وحرمة الشهر الكريم معلنا جنوح قادة العرب للاستسلام لا للسلام المرهون عادة بالقوة الغائبة عنهم ، استجابة لفضل اسرائيل عليهم وتمكينهم من  كراسي الحكم ، واطلاق اياديهم لتعيث كيفما شاءت في رقاب البلاد والعباد ، بعد ادخال بعبع الخوف منها في قلوبهم و تسليط سيف رعبها الاستخباراتي على رقابهم سواءً بالازاحة او القتل لمن يخالفها او يناصبها العداء ، في الوقت الذي يصعب فيه وصف انسانية البيان بعد حرب ابادة القطاع ، وتركه معجون بالدم ورائح الموت ، ليقف  وجها لوجه على بوابة المجهول ويومي بنظراته على عتبات آفاقها المفتوحة على مزيدٍ من  الدمار والضياع .
ويكرس البيان تجاهل قادة العرب لمشاعر امتهم المفجوعة و المكبوتة  من مواقفهم و افعالهم من المحيط الى الخليج ، لذلك لم يحفل بتوجيه التحية لذكرى العاشر من رمضان ، القابعة هي الاخر  في خانة النسيان من التاريخ العربي الحديث ، قبولا بتخليهم عن تاريخهم حاكما و محكوما ، واقرارا بعجزهم عن محاولة الالتفاتة اليه ، خوفا من تذكيرهم معا بانتصاراته الذهبية التي ذهبت ادراج الرياح لوقوفهم مكتوفي الايدي عن حمايتها ، او الثبات عليها ، او الانتفاع بها في مواجهات الحروب ، و موجهات السلام ، لتنقلب الى منغصات شيطانية لاحلامهم و مؤرقة لها .
ولا ادري كيف يطالب قادة العرب بالسلام مع امة لا تقيم لهم وزنا ، مستحكمة من رقابهم ومتحكمة بانظمتهم ، على الرغم من حاجة الانسانية للسلام في كل بقعة على وجه المعمورة لا فلسطين فقط التي تركوها لقمة صائغة في فم اسرائيل تبتلع منها ما تستطيع وتترك البقية منها لوقت فاقتها لدم والخرب ، وسط ادمان العرب وحكامهم على الصمت بعد نصر العاشر من رمضان اخر نقطة على السطر في تاريخ انتصارات العرب على الكيان الغاصب لمقدساتهم المشطوبة من الذاكرة بقوته  وجبروت سلطانه ، لتتمكن اسرائيل بعدها من القبض على معاصم وعواصم قرار الحرب او السلام في المنطقة بعد استفرادها بفلسطين ، وقبول العرب بضياعها ، ولا نعلم على اية قاعدة عسكرية او سياسية يدعون للسلام معها ، واياديهم خالية الوفاض من اوراقه القابلة لطرح على طاولة المفاوضات ذات يوم  ، ولو ناصعة البياض من المداد والدم .

اضف تعليقك على المقال