الكاتب: فؤاد قاسم البرطي
العنوان أعلاه “ليته سكت” سبق وأن كتبته في مقالة بصحيفة “سبورت” التي كنتُ أرأس تحريرها في أيام الصحافة الورقية ودورها الريادي في إصلاح الوضع الرياضي الداخلي. كانت المقالة حينها تتناول الأستاذ عبدالرحمن الأكوع، الذي كان وزير الدولة أمينًا للعاصمة صنعاء ورئيس اللجنة الأولمبية. قدّم الأكوع نفسه آنذاك للحكومة والشارع الرياضي كمنقذ للرياضة اليمنية، وهو أمر يدعو للاستغراب والضحك معًا!
مصدر الاستغراب ينبع من أن “المنقذ” كان بالأمس المسؤول الأول عن الرياضة اليمنية كوزير للشباب والرياضة طوال ثماني سنوات، دون أن يحقق شيئًا يُذكر للرياضة والرياضيين. بل يمكنني الجزم أنه كان أحد أسباب تدهور الرياضة في عهده. وإن كان قد نسي، لا بأس من تذكيره:
• في عهده دخلت كرة القدم اليمنية “ثلاجة الفيفا”، عندما قرر الاتحاد الدولي تجميد نشاطها بعد إقامة انتخابات غير شرعية لاتحاد الكرة. ورغم التحذيرات التي وجهناها له بصفته وزيرًا للشباب من مغبة هذه الانتخابات، أصرّ بكلماته المشهورة آنذاك: “لدينا سيادة ولا دخل للفيفا أو أي جهة بما نفعله!”
لكن سرعان ما تراجع عن تلك الكلمات بعد أن وقع فأس الفيفا على رأس الكرة اليمنية وتم التجميد. حينها لم يجد الأكوع مفرًا من توسيط القطري محمد بن همام، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ان ذاك .. الذي نجحت وساطته بعد التزام الأكوع بشروط الفيفا وإعادة الانتخابات تحت إشراف الاتحادين الدولي والآسيوي.
مزيد من الذكريات
• في عهده أيضًا.. كاد الاتحاد الدولي للشطرنج أن يتخذ خطوة مشابهة بعد إعلانه عدم شرعية انتخابات اتحاد الشطرنج.
• تمسك الأكوع بلائحة تمنع مدراء العموم ومسؤولي الوزارة وأصحاب الحصانات من دخول انتخابات الاتحادات الرياضية.. لكنه كان أول من اخترق تلك اللائحة بتعيينات لا علاقة لها بالرياضة.
ومن أبرز الأمثلة على اختراقه للائحة التي وضعها :
• تعيين حمود عباد (وزير الأوقاف حينها) رئيسًا لاتحاد الكونغ فو.
• انتخاب نبيل الفقيه (وزير السياحة آنذاك) رئيسًا لاتحاد الطاولة.
• تعيين أمين المدعي (مقاول) رئيسًا لاتحاد كرة اليد.
• تعيين محمد رزق الصرمي (نائب رئيس نادي أهلي صنعاء) رئيسًا لاتحاد التنس الأرضي.
• تعين عبد الله الجرمل (مدير عاما بالوزارة ) رئيسًا لاتحاد الأثقال.. ومخالفات اخرى عديدة ليس المكان ولا الزمان كفيل بحصرها.
لم تكن تلك اللائحة إلا وسيلة لإقصاء أسماء معينة، حتى أصبحت النكتة المتداولة آنذاك: “اللائحة تنص على ألا يكون اسم المرشح حسين الأحمر أو محمد القاضي” رحمهما الله.
اليوم يعود “المنقذ” رئيسًا للجنة الأولمبية بعد تجديد انتخابه لأربع سنوات قادمة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا حقق للرياضة اليمنية خلال تلك السنوات؟
الإجابة واضحة: إخفاق تلو إخفاق في كل مشاركاتنا الأولمبية. واليوم يكرر الأكوع نفس السيناريو القديم، وكأنه يسعى مجددًا لإدخال كرة القدم اليمنية في “ثلاجة الفيفا”.
الأعذار والمبررات
يتحججون بأن الاتحاد تجاهل توصيات اللجنة الأولمبية التي تهدف إلى انتخابات نزيهة.. لكن الحقيقة أن الانتخابات الأخيرة تمت بإشراف دولي وآسيوي..وبمباركة رئيسي الاتحادين الدولي والآسيوي.
والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف تتحدثون عن جمعية عمومية منتهية، بينما جمعيتكم نفسها تعاني من نفس المشكلات؟.. بل مشكلتكم أنكى فكل الاتحادات الرياضية التي تمثل جمعية عمومتكم منتهية.. وكان الأحرى ان تكون البداية بانتخابها!!
تساؤلات ملحة
- اين هي اللجنة الاولمبية من قرار اغلاق الملاعب اليمنية في وجه مسابقة الدرجة الثالثة ؟
- اين دور اللجنة الاولمبية في الدفاع عن الاتحادات المنتخبة التي غيرت أدارتها واستبدلت بسبب التدخل الحكومي من سلطة الأمر الواقع بصنعاء وعدن ؟
- اين اللجنة الاولمبية من تغير ادارات بعض الاندية المنتخبة في صنعاء وعدن واستبدالها بإدارات سياسية غير رياضية ؟
- اين كانت اللجنة الاولمبية واعضاء الجمعية العمومية لبعض الاندية تعرضوا للاحتجاز والحبس في نقاط التفتيش اثناء تنقلهم بين المحافظات ؟
- اين دور اللجنة الاولمبية وأراضي الاندية تنتهك ويتم السيطرة عليها من متنفذين بقوة السلاح ؟
التساؤلات كثيرة وعديدة والتي تثبت ان اللجنة الأولمبية ماتت وشبعت موت !! فتحاول أن تعود للحياة عبر تجميد اتحاد الكرة .. الذي سيظل حبرا على ورق !!
وللحديث بقية!
#وعلامة_تعجب_اخرالسطر!
اضف تعليقك على المقال