الكاتب : العزي العصامي
في واحدة من أغرب قراراتها، قررت اللجنة الأولمبية اليمنية تجميد عضوية الاتحاد اليمني لكرة القدم وكأن اتحاد الكرة مجرد إدارة تابعة لها أو ملحق بمكاتبها المتآكلة. هذا القرار العجيب يكشف عبثية اللجنة وفشلها في ممارسة دورها الحقيقي في خدمة الرياضة اليمنية.
الحجة المعلنة؟ تقول اللجنة إن انتخابات اتحاد الكرة التي جرت في ديسمبر الماضي بالدوحة خالفت لوائحها، متجاهلة حقيقة أن اتحاد الكرة مستقل تمامًا ولا يخضع لأنظمتها التي صيغت منذ أكثر من 20 عامًا على مقاس الوزير السابق عبد الرحمن الأكوع ومعاونه محمد الأهجري.
المفارقة أن انتخابات اللجنة الأولمبية نفسها لم تُجرَ داخل الأراضي اليمنية، بل نُظّمت في الكويت بسبب الأوضاع الأمنية، ورغم ذلك تستنكر اللجنة إقامة انتخابات اتحاد الكرة في الدوحة تحت إشراف الفيفا والاتحاد الآسيوي.
والأدهى أن اللجنة تعتمد على جمعيات عمومية فقدت شرعيتها لعدم إجراء انتخابات للاتحادات أو تغيير أعضائها، ورغم ذلك تمضي في قراراتها التي لا تحمل أي قيمة عملية.
هذه القرارات ليست سوى محاولات بائسة للتغطية على فساد اللجنة وأمانتها العامة، ومحاولة لصرف الأنظار عن فشلها المستمر في تحقيق أي إنجاز يُذكر للرياضة اليمنية، رغم المساعدات والمعونات التي تتلقاها باسم النشاط الأولمبي.
المثير للسخرية أن هذا القرار جاء كرد فعل انتقامي من بعض أعضاء اللجنة بعد فشلهم في إسقاط الشيخ أحمد العيسي في انتخابات اتحاد الكرة، وكأنهم يسعون لتصفية حسابات شخصية.
أما الحديث عن خضوع اتحاد الكرة للجنة الأولمبية فهو وهم لا يصدقه إلا من لا يعرف لوائح الفيفا والاتحاد الآسيوي التي تمنح استقلالية تامة لاتحاد كرة القدم، وهي لوائح اعترفت بها الجهات الدولية باستثناء اللجنة الأولمبية اليمنية التي تعيش في عالم خاص بها.
ختامًا، جاء رد الاتحاد واضحًا وحاسمًا:
“لا يوجد في النظام الأساسي للاتحاد ولوائح وأنظمة الفيفا والاتحاد الآسيوي ما يلزمنا بأخذ موافقتكم المسبقة على إجراءاتنا، لكن تصرفاتكم وبعض الأعضاء قد أفقدتكم الحياد، ولا يمكن بأي حال قبول ذلك. نأمل أن نلمس في الفترة القادمة روحًا جديدة تقربنا منكم وتشعرنا بدوركم المفقود في خدمة الحركة الرياضية اليمنية.
اضف تعليقك على المقال