الكاتب : عبدالرحمن عقيل
أعادت انتخابات رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم الشيخ احمد صالح العيسي واعضاء مجلس الادارة الامل لليمنيين الذين أخذتهم الحرب بعيدا وابتلعتهم في دهاليزها وثقوبها المظلمة.
شهدت عن قرب العرس الديمقراطي الكروي وقد ذرفت عيناي مرتان، الاولى حسرة على بلادي التي طحنتها الحرب، والثانية فرحا بما شاهدته من تنافس شديد بين المرشحين لعضوية مجلس ادارة الاتحاد التي اعيدت في جولة ثانية ومباركة المتنافسين لبعضهم البعض بالفوز وتقبل الخسارة بروح رياضية.
الامر الأكثر ادهاشا في العرس الانتخابي الكروي هو ان اليمن بكل توجهاتها وانتماءاتها كانت حاضرة، اليمن التي لم تعد كما عرفناها في الواقع أحيتها الرياضة وجسدتها واقعا، جاء اعضاء الجمعية العمومية من كل المحافظات اليمنية، ومن مختلف الاندية الاولى والثانية ومندوب عن كل أندية الدرجة الثالثة، لقد تحققت مقولة فرقتهم السياسة وجمعتهم الرياضة.
وفي خضم هذا المعترك تم تزكية الشيخ احمد العيسي رئيسا لدورة جديد لاتحاد كرة القدم وكان محل اجماع منقطع النظير، وللأمانة والمصداقية فلولا جهود وارادة العيسي لما كان لهذا العرس ان ينجح بهذا الشكل، ولا أقوال هذا الأمر مادحا فالانتكاسات التي شهدتها بلادنا على كافة المستويات خلال العشر سنوات الماضية جعلتنا نضع ايدينا على قلوبنا خوفا من ان تلقي بظلالها على كرة القدم.
لقد رسمت كرة القدم البسمة على شفاه المواطنين خلال السنوات العجاف الماضية، وجمعت اليمنيين بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم وأذابت الخلافات بينهم وقربتهم من بعض، واحتفلت عدن وصنعاء وحضرموت وتعز وكل المحافظات بالإنجازات الكروية التي اجترحتها الأقدام الذهبية لابطالنا في منتخب الناشئين ومنتخب الشباب.
ونعول على الادارة الجديدة لاتحاد كرة القدم التي يقود دفتها الشيخ احمد صالح العيسي الاهتمام بالمنتخبات الوطنية وتحقيق المزيد من الإنجازات الكروية التي تقرب اليمنيين من بعضهم وتساهم في تحقيق السلام المنشود، وكلنا يقين أن القيادة الجديدة لن تدخر جهدا في سبيل ذلك كما عودتنا خلال الفترة الماضية، ففي لحظة السقوط الكبير لكل شيء في البلد ظلت راية اتحاد كرة اليمن ترفرف عاليا وظل العيسي حارسا اميناً لها.
اضف تعليقك على المقال