الكاتب : فؤاد قاسم البرطي
لا شك أن الساحة الرياضية اليمنية تشهد حالة من الانقسام والتجاذبات التي تطغى على المشهد مع كل دورة انتخابية لرئاسة الاتحاد العام لكرة القدم.. واليوم، ومع اقتراب موعد الانتخابات، تعود الأصوات ذاتها لتفتح ملفات مغبرة.. في زمنٍ أصبح فيه النيل من الآخرين وسيلةً للتكسب.. اختار البعض تحويل الرياضة إلى ساحة تصفية حسابات شخصية.. مستغلين الظروف لتصفية حسابهم الوحيد مع رئيس الاتحاد..
العيسي ظلَّ على مدار سنوات في مرمى السهام.. ليس لأنه لم يحقق شيئًا.. بل لأن هؤلاء المنتقدين اعتادوا الركض وراء الأضواء بأي ثمن.. ولو كان ذلك عبر الكذب والافتراء.. فكيف يُعقل أن يطالبوا ببطولات في بلد يعاني من انقسام.. وحرب.. وانهيار شامل لكل مقومات الدولة.. ناهيك عن الرياضة؟
إنجازات وسط العواصف
دعونا نتحدث بصراحة.. من يمتلك الجرأة لإنكار أن حضور كرة القدم اليمنية في البطولات الدولية خلال السنوات الماضية كان بفضل رئيس الاتحاد الحالي ؟
رغم كل شيء، حافظ على وجود منتخباتنا في المحافل العربية والآسيوية.. لا ملاعب.. لا استقرار أمني.. ولا حتى دعم من القطاع الخاص أو الدولة.. ومع ذلك.. تستمر عجلة المنتخبات بالدوران.. بينما يقف البعض على أطلال النقد.. يشيرون بأصابعهم وكأنهم أصحاب الحلول السحرية.
والغريب أن هؤلاء المنتقدين يتحدثون عن إخفاقات الاتحاد وكأننا قبل الحرب..حين كانت البلاد مستقرة.. كنا أبطالًا نقارع الدول في البطولات والمسابقات.. والحقيقة التي يتجاهلونها هي أننا كنا أسوأ حالًا.. نعيش في هامش الرياضة العربية والآسيوية دون أي إنجاز يُذكر.
لكن الآن.. أصبح لمنتخباتنا السنية اسم يُحسب له ألف حساب.. والدليل على ذلك تأهلنا لأكثر من مرة إلى النهائيات الآسيوية للشباب والناشئين.. وهو ما لم يكن في سنوات الاستقرار المزعوم.
لماذا غابوا عن المشهد؟
حين أُعلن عن فتح باب الترشح لرئاسة الاتحاد.. اعتقد الكثيرون أن ساعة الحسم قد حانت.. لكن المفاجأة كانت في غياب أولئك “المنتقدين” عن تقديم البدائل الحقيقية. تساقطت أصواتهم.. وانكشف ضعفهم أمام أول اختبار.. فكانوا .. أصوات بلا أثر.
العيسي.. رغم كل المعارك التي خاضها.. بقي شامخًا في مواجهة الحقد والكراهية.. لم ينحنَ أمام الزيف.. ولم يستسلم أمام حملات التشويه.. هؤلاء الذين حاولوا انتزاع شرعيته لم يقدموا شيئًا سوى نواحٍ مستأجر.. يذوب في أول ضوء للحقيقة.
الحقيقة التي لا تُنكر
نعم.. العيسي ليس مثاليًا.. ولا ندعي ذلك. لكنه واجه ما لم يواجهه أي رئيس اتحاد قبله.. في بلد مزقته الحرب.. يكفيه أنه قدّم لليمنيين مساحة فرح وحيدة في بلد غارق بالأحزان.
اضف تعليقك على المقال