أخبار محليةكتابات

رمضان وفداحة المعاناة الإنسانية لسكان غزة

 

الكاتب : عبدالسلام الدباء*

يأتي شهر رمضان المبارك هذا العام في ظل متغيرات كثيرة ومتعددة في شتى بلدان العالمين العربي والإسلام، ولعل ما يحز في النفس ويؤلم القلب هذا العام هو فداحة المعاناة الإنسانية لدى سكان قطاع غزة، وكيف سيكون استقبالهم لهذا الشهر المبارك في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة والمأساوية التي يعيشونها بسبب العدوان والحصار والدمار والجوع الذي يفرضه عليهم جيش الاحتلال والعدوان الصهيوني واستمرار حالات القصف والتدمير وجرائم الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها كل يوم دون رحمة أو شفقة أمام أنظار العالم..

إن الصور المروعة التي تنتشر اليوم على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي لا تُظهِر إلا جوانب محدودة من واقع الدمار والخراب الذي يعصف ببنية المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة، غير أن الواقع على الارض بلا شك هو أكثر فداحةً وإجراماً مما يمكن تصوُّره أو توثيقه، فالمدنيون الأبرياء والأطفال والنساء في قطاع غزة يتعرضون كل يوم لأبشع أنواع القتل والتشريد دون أدنى تحرُّك إنساني أو تأنيب للضمير لدى معظم الحكومات العربية والإسلامية..

إن حلول شهر رمضان المبارك هذا العام يُعد أفضل فرصة سانحة لكل من تبقَّى له شيء من الضمير أو النخوة أو الكرامة من أجل اتخاذ أي إجراءات جادة وفعالة لوقف هذه الجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، وأن طاعة الله في هذا الشهر توجب على جميع الدول العربية والإسلامية أن تتحرك بسرعة لاتخاذ ما يلزم من خطوات عاجلة لحماية السكان المدنيين في غزة ووقف أعمال القتل الممنهج التي تُرتكب بحقهم بشكل متواصل حتى في شهر الرحمة والغفران..

كما أن هذا الشهر يمثل اختباراً جاداً للضمير العالمي ولقوانين حقوق الإنسان العالمية، واختباراً لمدى تمسُّك المجتمع الدولي ودول العالم الكبرى بتطبيق قوانين حقوق الإنسان والدفاع عنها ولو من باب الضغط على إسرائيل وإدانتها بشكل صريح على جرائمها وانتهاكاتها الإنسانية الجسيمة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والعمل على مواجهة كل أشكال العدوان والظلم والاضطهاد الصهيوني بحق أهالي غزة وإنهاء الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي عليهم في تحدٍّ صارخ لكل القِيَم والقواعد المعتمَدة في كل منظمات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بشكل عام..

إن حلول شهر رمضان الكريم اليوم في ظل هذا الواقع المؤلم في قطاع غزة يوجب على جميع الدول والشعوب العربية والإسلامية أولاً ثم جميع دول العالم الإنساني ثانياً أن يتداعوا جميعاً نحو التضامن الفاعل مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والعمل بكل قوة ومسئولية من أجل وقف آلة الحرب والعدوان الإسرائيلية المجنونة التي تستهدف حياة المواطنين الفلسطينيين الأبرياء كل يوم وخصوصاً خلال هذا الشهر الفضيل لأن الصمت عن كل هذه الجرائم يعني الموافقة عليها..
ولا حول ولا قوة الا بالله.

——–
* مستشار وزارة الشباب والرياضة اليمنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى