عبدالسلام السودي لولا مصر العروبة لسقطت ثورة اليمن في 26 سبتمبر 1962 .. ولولا ثبات القائد العربي الشجاع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر لما بقي الرئيس عبدالله السلال يوماً في رئاسة الجمهورية العربية اليمنية في ذلك الوقت العصيب من تاريخ اليمن.. لولا تضحيات الجيش المصري العظيم وثباته للدفاع جنبًا الى جنب مع إخوانه الضباط الأحرار في جبال ووديان وسهول اليمن لما نجحت ثورتنا الدستورية.. ندين لهذا القطر العربي الأصيل مصر الكنانة بكل الحب ونبادله الوفاء بالوفاء ونكن لشعبه العريق كل معاني الإخلاص.. في الوقت الذي تآمر فيه البريطانيون والاسرائليون مع الملكيين اليمنيين والملكيين العرب لدحر الثورة كان يقف الفارس الهمام بثقة الناصر والمنتصر ضد مؤامراتهم التي تحطمت على صخرة شموخ وإباء لاتنكسر.. دفعت مصر الثمن غالي لوقوفها في صف الحق من أجل انتصار جمهوريتنا وفقدت فلذات أكبادها بل وضربت في 1967 وجيشها مازال يقف في الصفوف الأمامية لمواجهة الملكية وتثبيت دعائم الجمهورية الجديدة.. لن نفي مصر حقها وهي حتى اللحظة تحتضن أكثر من مليون يمني على أراضيها وتعاملهم كمواطنين حتى ان اليمني لم يعد يشعر بالغربة في بلده الثاني بعد أن تخلى عنه من كنا نظنهم أقربون في ظل حرب وأزمة طاحنة .. العلاقات اليمنية المصرية كانت ومازالت وستظل مستندة على أساس متين من التراكم الحضاري والتاريخي الذي بدوره أضفى الطابع الأخوي والانساني ناهيك عن الطابع الأمني الاستراتيجي كونهما يمسكان الزمام على البوابتين الشمالية والجنوبية للبحر الاحمر ويمتلكان مفاتيح التجارة العالمية.. لم ننسى تضحيات الجنود المصريين بالأمس في ثورة سبتمبر المجيدة ولن ننسى وقوف القيادة المصرية اليوم مع أبناء الجالية اليمنية في محنتهم وغربتهم .. عاشت مصر حرة أبية .. وحفظ الله اليمن من شر دعاة الفرقة والتشرذم .. *نقلًا  عن النهار نيوز المصرية