مقالات حرة

الائتلاف الجدير بالثقة ودوره المجتمعي الفاعل

خالد باذيب

“ذلحين أنتم ائتلاف سياسي والا جمعية خيرية”، تعليق لفت نظري وأنا أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، كتبه أحد الشباب تعقيبًا على منشور، في صفحة الائتلاف الوطني الجنوبي الرسمية.

المنشور تحدث عن تدشين الائتلاف الوطني الجنوبي حملة إغاثية وتوزيع مئات السلال الغذائية على الأسر الأشد فقرًا بعدن، وحملة أخرى صحية تم فيها توزيع معقمات وكمامات ومستلزمات صحية لمستشفيات ومراكز الصحة في عدن، لمواجهة وباء كورونا المستجد الذي انتشر في أغلب بلدان العالم.

أقول للشاب ولغيره ممن يرون أن المكونات والأحزاب السياسية وجدت كي تبحث عن السلطة وتستأثر بها إن مثل هذا الائتلاف استطاع بتنفيذه مثل هذه الأنشطة التكافلية والمجتمعية وملامسته لاحتياجات المواطن البسيط، بإمكاناته المتاحة، أن يثبت للجميع أنه الأجدر بالثقة.

لقد تمكن الائتلاف الوطني الجنوبي من تجسيد شعاراته واقعًا على الأرض، واستطاع بكل جدارة ردم البون الشاسع الذي صنعته الأحزاب والمكونات السياسية بينها وبين طموحات المجتمع، ورأب الصدع الموجود في العلاقة بين الأحزاب وعامة الناس، خلافا للأحزاب والمكونات الموجودة في المجتمع، التي كل ما تطمح بتحقيقه وتسعى إليه هو الوصول إلى السلطة والاستئثار بامتيازاتها من أموال وسلطة ونفوذ.

لقد أدرك الائتلاف الوطني الجنوبي برئاسة رجل الخير والإحسان الشيخ أحمد صالح العيسي أن الهدف الأساسي من تشكيل أي مكون سياسي ليس الحصول على المناصب والاستئثار بالسلطة، بقدر ما يتعلق الأمر بتقديمه للخدمات لعموم أفراد الشعب وتحقيق مطامحهم غير التعجيزية التي غالبا ما ترتبط بسقف منخفض من متطلبات العيش البسيط.

ولأننا نعيش ظروفًا استثنائية فمن الضروري أن تكون كل إجراءات وأنشطة الأحزاب والمكونات السياسية مواكبة واستثنائية، ولاخير في مكون أو حزب سياسي آثر الاستمرار في المناكفات السياسية التي لاطائل منها في هذا الظرف الصعب.

وتحت أي مسمى كان هذا النشاط الاجتماعي فإن العمل الإنساني برأيي لأي مكون سياسي والتحرك على أرض الواقع بديناميكية لاتتوقف؛ تتيح له إقامة علاقات حقيقية مع المواطن البسيط، تعود عليه بفوائد إستراتيجية ووطنية عديدة.

وفي الختام لايسعني إلا أن أرفع قبعتي شكرًا للائتلاف الوطني الجنوبي، هذا المكون السياسي الناضج، وقياداته وقواعده الشعبية الوطنية، التي لم يبدر منها إلا كل شيء جميل، فمن التزامها بالمدنية، إلى الرؤية العميقة والثاقبة للوضع السياسي اليمني ووضعه حلولًا ناجعة لإنهاء الحرب وبناء الدولة الاتحادية التي يحلم بها الجميع، إلى الدور المجتمعي الفاعل في المساندة والإغاثة والدعم المادي والصحي، فلا يسعني إلا أن أقول لكل فرد في هذا الائتلاف أنتم فخر كل مواطن فلكم مني ومن شرفاء هذا الوطن كل المحبة والتقدير.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى