يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

الى اين ذاهبة الحرب  

الأربعاء 04/مارس/2020 - الساعة: 12:54 م
الى اين ذاهبة الحرب  
  عمر الحار الحرب بطبيعتها ذاهبة لتحقيق الاهداف الخفية للموجهين لها ، و لاهدافها المرتبطة بمصير مصالحهم العظمى في خراب البلدان وتدميرها او السيطرات على خيراتها وثرواتها ، هذه واحدة من المسلمات بها في فلسفة الحروب القديمة منها والمعاصرة ، ولا تختلف عقيدتها الايديولوجية عن هذه النزعات الشيطانية لدول والافراد المستقوين بامبراطورياتهم المالية والصناعية . والسؤال المشروع والوجيه معا هو الى اين تتجه الحرب في اليمن ، وهل هي تسير وفق لاستراتيجية الحروب ، ام تتداخل فيها كل المسميات الحربية التي تلوكها الالسن و صفحات التواصل ، وتصبغ عليها انماط واشكال متعددة الاسماء ومختلفة التوجهات ، من قبيل ،حرب عصابات ، حرب مليشيات ، حرب اهلية ، حرب طائفية ، حرب بالوكالة ، كلها مسميات لم تؤدي التوصيف الحقيقي لها . واكثر ما نخشاه ان نكتشف غدا بان هذه الحروب تدور بلا ذاكرة عسكرية ، اي بلا توثيق تاريخي لاحداث معاركها ، مما يسهل عملية طمس هويتها وعقيدتها الحربية الخفية وتبقى مجهولة الاسباب والاحداث مما يجعلها اقرب الى اللعب بالنار ولكنها النار المحرقة لوطن وامه . مجموع التساؤلات اعلاه لا يتسع المقام للاجابة عليها ، والايام بطبيعتها كفيلة بكشف خفاياها ، وتمحيص حقائقها مع الاقرار باستبعاد ظهور نتائجها في الافق المنظور ، وستظل خاضعة ومحكومة بسريتها التامة . وطبعا وجهة الحرب الاولى هي اليمن ، والثانية الرياض ولو بعد حين ، ومن المعروف بان اليمن تتأكل ولخمس من السنين في اتون حربها المستعرة ، ووتتقلب معها الرياض على صفيحها الساخن ، وان كانت محروسة بعناية الله ورجال ملكها الراشدين . وهناك جدلية ثابته في نظريات الحروب تربط بصورة مباشرة بين قوة الموجهات العامة لها والضرب في ميدان المعارك ، ويمكن تبسيط هذه المقولة وتحليلها في مدى الضرر العسكري الفاذح الذي نال مصر العروبة في حرب الجمهورية الاولى باعتبارها كانت الموجه الرئيس لها ونالها مانالها من النكال بعد مضي ثمانية اعوام عليها . الرياض اليوم هي اللاعب الرئيس في حرب الجمهورية الثانية ، وهي اشد وطأة وعذابا من الاولى وحمالة اوجه بطبيعتها من الاولى ، وخوفنا عليها لا يقل عن خوفنا الحقيقي على اليمن ، ولكنها قد تنالها وان بدرجات متفاوته شيئا من حرائقها واضرارها غير الاقتصادي وهنا مربط الخوف بعينه من هذه الحرب التي انطلقت وفي صلب جيناتها الخفية التهام القدر الاكبر من دول الجزيرة والمنطقة دون وعي لوقود نيرانها الذين يشترون بقوت يومهم ، وهذه من المسلمات الثابته للحرب المسكوت حتى اللحظة عن صناعتها . وتزداد حدة المخاوف على الرياض في حالما احكمت مليشيا الحوثي سيطرتها العسكرية على الجوف ، وجعلتها منطلق لمسرح عملياتها الحربية وادارة معاركها الميدانية ، عندها سيتم الاقرار بان الحرب قد غيرت دفة توجهها نحو عاصمة العروبة وقلعتها الحصينة الرياض ، ويستبعد حدوث هذا الامر المحتمل على غرابته في غضون الثلاث الاعوام القادمة ، ولا معنى يفهم للحرب في مساقها الجديد دون هذا البعد الاستراتيجي والعميق ، ومن غير المجدي اهمال هذا النوع من المتغير العام في مسار الحرب خلال الخمسة الايام الماضية ، والتي ربما تؤسس لمرحلة الخمسة الاعوام القادمة من الحرب ، والتي دون شك ستكون وجهتها المباشرة واضحة وضوح الشمس . وعلى الرياض لزما التحرك وبكل ثقلها التاريخي والديني والمالي لانقاذ اليمن واخراجها من دوامة الحرب ودعم تعافيها السياسي والاقتصادي واستقرارها الامني والاجتماعي ، مما يتوجب عليها المبادرة العاجلة بتوظيف مقدراتها وامكاناتها الهائلة لدر المخاطر عن نفسها و تأمينها من السقوط في العثرات لا الهاوية ، وايران اهل سياسية وحرب ولو قدر لها ان تتعشى بصنعاء من المؤكد بان غداها سيكون في الرياض .

اضف تعليقك على الخبر