مقالات حرة

من يشبهك يايمن

 

محمد بن عبدات*

حين ننظر للنتائج الملفته التي يقدمها المنتخب اليمني في بداية مشواره بالتصفيات المزدوجه المؤهله لكاس اسيا وكاس العالم يجب علينا أن لانقف امام الظروف والواقع المؤلم التي تعيشه الرياضيه اليمنيه وهو الأمر الذي يعطي احباطا وتذمر لكل محبي وعشاق الاحمر اليماني لهذا علينا أن ننظر لتاريخ هذا البلد الكروي فالارث التاريخي يستمد احيانا منه الابطال في تقديم كل ماعندهم من ابداع وحماس ليقلبوا من خلاله كل الموازين والتوقعات وهذا ما فعله من وجهة نظري عناصر الفريق القومي الذين اسعدو الملايين من ابناء شعبهم داخل وخارج بلاد السعيده واخرجوهم لبضع لحظات من بؤرة الٱمهم واحزانهم ليغنوا ويرقصوا طربا على ايقاعات الوان الغناء الحضرمي والعدني والصنعاني .

فالتاريخ مثل مأشرنا يعطيك في احيانا كثيره كبرياء وعزيمه تكسر حاجز كثير من الامور النفسيه والظروف المحيطة
لهذا فمن يسترجع على عجاله لمحات من تاريخ الكره اليمنيه سيجد أن لها مكانه وحضور قوي بل كانت هي السباقه في التأهل لنهائيات كاس اسيا قبل الكثير من المنتخبات العربيه و الاسيويه المعروفه حاليا ولكن. الظروف والمتغيرات التي عاشتها اليمن بشمالها وجنوبها قبل الوحده في العام 90 ومابعد ذلك التاريخ هو من اثر كثير على تراجع الكره اليمنيه على المستويين العربي والاسيوي وهنا يطول شرح تفاصيل تلك المعوقات التي ضلت حجر عثره امام عودتها وتقدمها . لهذا نرجع ونقول ان اول حضور رسمي لليمن في كاس اسيا كان في البطوله السادسه عام 1976 والتي اقيمت حينها في العاصمه الايرانيه طهران ولعبت اليمن في المجموعه التي ضمت كل من ايران والعراق. وخسرت المواجهتين وخرجت من الدور الاول في ضل قوة المنتخبين العراقي والايراني في ذلك الزمن وللمعلومه كانت اليمن حاضره في تلك البطوله بمنتخب اليمن الديمقراطي ونجومه الكبار حينها امثال عبدالله باعامر وجميل سيف وابوبكر الماس وغيرهم وكان ذلك الجيل من اعظم الاجيال الكرويه التي مرت على الكره اليمنيه وسبق له في ذلك العام ان حقق نتائج كبيره في الدوره العربيه في سوريا حين هزمت اليمن البلد المضيف سوريا وتفوقت على السعوديه وموريتانيا قبل ان يصطدم المنتخب اليمني بنظيره المغربي ونجمه الكبير في السبعينات فراس احمد..على العموم للكره اليمنيه تاريخ وبصمات جميله في السابق ولعل الكثير من المهتمين والمتابعين يعرفون ان اول ناد تأسس في شبه الجزيره العربيه هو نادي التلال من مدينة عدن سنة1905 وياتي كثالث نادي عربي. بعد شباب قسنطينه الجزائري 1898 والسكه الحديد المصري1903 لذلك فان عراقة الكره اليمنيه وحضورها اللافت على المستويين العربي والاسيوي في العقود الماضيه يعطي مؤشر صريح على تاريخ كروي مشرف وبالتالي لاغرابه أن يظهر لنا هذا الجيل ليحمل على عاتقه عودة ذلك الالق والتالق ويتحدى كل الظروف والصعاب ليبحث عن تواجد جديد في البطولة الاسيويه وللمره الثانيه على التوالي وربما يذهب في المستقبل الى ابعد من ذلك .
فتحيه كبيره لهؤلاء الفتيه الذين امتعونا بالامس امام المنتخب السعودي القوي وكادو أن يخرجوا من استاد البحرين الوطني منتصرين لولا سؤ الطالع الذي جعل المنتخبين يتقاسمون النتيجه بالتعادل .. حقيقه لأخفي شعوري وسعادتي بهدف القراوي العالمي وهدف الداحي الماكر فمن خلالهما استشعرت انهم وضعوا بلسما على جراحنا وإلٱمنا واحزاننا وزرعوا مع ذلك ابتسامه عريضه على شفاهنا لعلها تكون بداية الغيث لفرح وسعاده وزوال لواقع مر ومعه ظلم وفساد وعبث نعيشه في كل نواحي حياتنا اليوميه نقابله بصبر وايمان كبير بخالقنا وخالق الكون و البريه اجمع ً.
اخيرا ليس معي من قول غير ما قاله فناننا الكبير ابوبكر سالم
من يشبهك من؟
انت الحضارة ……. انت المــنارة
انت الأصل والفـصل والروح والفن
من يشبهك من
يايمن

*كاتب رياضي
وعضو الاتحادين الدولي والآسيوي للصحافه الرياضيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى