يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

صرخة حمزة محروس ومرارة الواقع : التسريب فعل غير أخلاقي كشف حجم المعاناة من حيث لم يتوقع المسربون

السبت 18/يناير/2025 - الساعة: 11:21 م
صرخة حمزة محروس ومرارة الواقع : التسريب فعل غير أخلاقي كشف حجم المعاناة من حيث لم يتوقع المسربون


■ العيسي قائدا للسفينة أم هدفا للسهام ..؟
■ استحقاقات قارية تنتظر منتخباتنا فهل نتسامح ونتحد .. ؟!

قراء نقدية : العزي العصامي

في مشهد يليق بأفلام الإثارة السياسية، وجد حمزة محروس، لاعب المنتخب الوطني الأول، نفسه بطلًا غير متوج لتسريب صوتي، وكانت صرخته صدى لواقعنا المُر وصورة عن معاناة لاعبي منتخباتنا والتي تستغل فقط لضرب اتحاد كرة القدم او الاساءة لرئيسه الشيخ احمد صالح العيسي  دون ان يتحدث احد بانصاف بحثا عن حل لهذه المعاناة .. 

صراحة انا مع هذه الصرخة حتى وان صدرت بشكل عفوي وتعمد البعض تسريبها وتناولها بطريقة مسيئة لا تهدف لحل اي مشكلة وانما تأتي في اطار الحملات على  رئيس الاتحاد بعيدا عن الواقع المر الذي تعانيه البلاد .. 

لاعبوا منتخباتنا منذ سنين طويلة لا يتلقون سوى "بدل السفر"، بينما الرواتب والمكافآت والحوافز إما يتم تاجيلها لوقت اخر او يتم معاملتها ككائنات أسطورية لا وجود لها في خزائن الاتحاد بسبب ظروفه المالية والحرب التي اشتعلت اوارها في البلاد المنقسمة والممزقة اوصالها وكياناتها .. 

 والمشكلة الكبرى أن الجميع يعلم أن اتحاد الكرة يعاني من "الأنيميا المالية"، والدولة، كعادتها، تراقب من بعيد وكأنها تشاهد مباراة دون أن تدفع ثمن التذاكر، أما القطاع الخاص فهو أكثر انشغالًا بإعلانات العصائر من دعم الرياضة .. 

وهناك من الدولة والقطاع الخاص والاعلام الرياضي  من يتمنى بالفعل كل فشل للاتحاد نكاية برئيس الاتحاد الشيخ أحمد العيسي الذي كان ومازال هدفا للسهام .. 

 وهذه حقيقة ولا اقولها من فراغ ، فهم يرون أن أي دعم او رعاية للمنتخبات الوطنية يمكن ان يسهم في نجاح الاتحاد وهذا ما لا يريدونه ، لان رغبتهم كانت ومازالت اسقاط الاتحاد ورئيسه العيسي بأي ثمن ..

التسريب: فعل غير أخلاقي أم واقع مفيد..؟

ربما من سرب المحادثة كان يخطط لضربة قاضية للاتحاد واللاعب معًا، لكنه كشف، دون قصد، جرحًا عميقًا في جسد الرياضة اليمنية .. إنه صراع اتحاد يحاول الصمود منذ العام 2014، بموارد شحيحة، ولاعبين يحاربون الظروف بعزيمة فولاذية وصبر أيوب، في وجه مغرضين يصطادون بالماء العكر وينسجون قصصًا تحريضية تعمل على تزييف وعي الناس ..

" لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم " .. فلا يمكننا تجاهل حقيقة أن الاتحاد يعمل منذ عقد كامل وحيدًا، فيما يبدو وكأنه نادٍ سري للماراثونات المالية الشاقة،  والاتحادان الآسيوي والدولي لكرة القدم يغلقان محافظهما بإحكام في وجه اتحادنا لاسباب تتعلق بالحرب في اليمن، أما الدعم المحلي أشبه بمن يتبرع بقطرة ماء لبحر جاف ..

 العيسي: قائد السفينة أم هدف السهام ..؟

رغم كل التحديات، وقف الشيخ أحمد العيسي ثابتًا كجبال نُقُم وعيبان وصَبِر ، في وجه رياح المؤامرات، وفاز مؤخرا بتجديد الثقة به لرئاسة الاتحاد من قبل جمعيته العمومية في الانتخابات التي جرت بقطر في التاسع من مارس الماضي تحت إشراف الاتحادين الدولي ( فيفا ) والآسيوي ونال مباركتهما وتأييدهما رسميا لولاية جديدة ..

لكن هل يكفي ذلك ..؟ .. الحقيقة أن الاتحاد يواجه معادلة مستحيلة: تجهيز ثلاثة منتخبات – الأول، الشباب، والناشئين – لاستحقاقات قارية هامة وخلال فترة زمنية متقاربة بالعام الجديد 2025، في ظل ميزانية ربما تكفي بالكاد لشراء "كرات تدريب وبعض الادوات" ..

استحقاقات تنتظر وأحلام على المحك

• المنتخب الأول: تصفيات ملحق كأس آسيا والتي تنطلق في مارس.
• الشباب: بطولة كأس آسيا في الصين، خلال فبراير المقبل.
• الناشئين: بطولة كأس آسيا بالسعودية، خلال أبريل القادم.
مطلوب لها جميعا معسكرات داخلية وخارجية، مباريات تحضيرية، مرتبات الأجهزة الفنية، مكافآت للاعبين، وتذاكر سفر تُكلف "ثروة" في بلد مزقته الحرب. 

كل ذلك يحتاج إلى دعم الدولة والقطاع الخاص والوقوف ولو لمرة واحدة صفا واحدا لدعم المنتخبات بدلا من تكسير مجاديفها .. 

ربما أظهرت وزارة الشباب في صنعاء في الآونة الأخيرة بارقة أمل باستضافة المعسكرات، ولكن البوارق وحدها لا تشعل الأضواء ، حيث نتمنى مثلا ان تستضيف عدن بعض المعسكرات وان تبادر حكومة الشرعية الى تقديم كل المخصصات المالية التي رفع بها الاتحاد العام الماضي لدعم المنتخبات ..

دعوة للتصالح أم تحذير ..؟
الحقيقة أن المنتخبات الوطنية ليست مجرد مباريات، بل هي صورة مصغرة للوطن في زمن عزت في الوطنية وامتلا حروبا ووحشية ، وهذه المنتخبات وحدت مشاعرنا وجسدت روح الوحدة الوطنية الصادقة فينا واشعلت الرغبة في تحقيق السلام على ربوع كل الوطن .. كما جسد الاتحاد من خلالها كيانا وطنيا قويا صمد في وحه التحديات ورفض كل التدخلات السياسية والصراعات والحروب .. 

   إذا لم تتكاتف الجهود لدعم الاتحاد والمنتخبات، فإن التأهل لن يبقى سوى حلم على الورق .. المطلوب الآن تصالح وتسامح، ودعم حقيقي وطرح الرأي الصائب  والمشورة وتقديم النقد البناء بعيدًا عن صراخ المتباكين وأحابيل المحرضين وأهواء الحاقدين ..

لنرفع شعار: "منتخباتنا توحدنا". فثلاثة منتخبات أمام فرصة تاريخية لكتابة أسمائها في سجلات البطولات الآسيوية، منها منتحبي الشباب والناشئين امام امكانية التأهل لكأسي العالم للفئتين، فهل نحن مستعدون لتحويل صرخة حمزة من وجع إلى إنجاز ..؟

#العزي_العصامي

اضف تعليقك على الخبر