كتبت/ حنان الريفي :
"كل عام وانتن بخير" جملة يحتفي بها العالم أجمع و تسمعها النساء الفلسطينيات عام " الثامن من آذار " ولكن الواقع صعب والتحديات الرياضية كبيرة فلا تزال المرأة الفلسطينية عموماً، و في المحافظات الجنوبية خصوصاً، تُلملم جراحها التي خلّفتها الحروب المتكررة والحصار والانقسام، لتنتفض كطائر الفينيق من تحت الركام، وتنهض المرأة الرياضية الفلسطينية ، متجاوزةً الأمس بكل الآلآم والمعاناة ، لتصنع لها هامة كبيرة من الطموح والتحدي والبصمة النسوية الرياضية، في رياضات احتُكرت على الرجال لزمن طويل .
فقد سبقت الفتيات ذوي الإعاقة في كرة السلة الجميع في التحدي والدخول إلي المجالات الذكورية ، إلي جانب البيسبول والشطرنج وركوب الخيل والكاراتيه ، وكانت تلك النشاطات قبل وقت قصير مقتصرة فقط على الذكور دون الإناث.
دخلت المرأة الرياضية الفلسطينية مجالات جديدة، فلم يَعد تحكيم كرة القدم احتكاراً للرجل فقط ، فكانت وسام أبو ندى حكّمة كرة القدم نموذجا ليس بالأول ولا الأخير ، فـ60 فتاة دخلت التحكيم الكروي والسلوى والطائرة والشطرنج وألعاب القوى وغيرها من ألعاب شعبية متنوعة، فتعلموا قواعد اللعبة وأتقنوها.
تميزت الرياضات النسوية بالدعم الكبير وفتح المجال الواسع أمامها في فترة رئاسة اللواء جبريل الرجوب لاتحاد كرة القدم من خلال منح تراخيص للأندية الرياضية والتي لديها فرق نسوية رياضية .
ولم تأتِ الإنجازات التي صنعتها المرأة الرياضية بسهولة، فقد عانت المرأة الرياضية الفلسطينية قبل أعوام طويلة، من التمييز، ولكن أخيرا فتح الباب الذي كان مغلق لسنوات طويلة أمامهن، فإقتحمت الرياضة النسوية الفلسطينية مختلف الاختصاصات ، ودخلت المرأة كعضو مجالس إدارية رياضية في الأندية من النساء وهو بابٌ لم يكن مفتوح لهن من قبل ، فـتغريد العمور أول عضو مجلس إدارة في نادي ذكوري " نادي الهلال الرياضي بغزة ".
فيما ُتوِّجت الفارسة الفلسطينية ليلى المالكي "14 عاماً"، بجائزة الاتحاد الدولي "تحدي الصعاب"، عن فئة جائزة "Against All Odds"، في العاصمة البحرينية المنامة. ونافست المالكي فارساتٍ من 70 اتحاداً عالمياً، لتكون أول فارسة عربية فلسطينية تفوز بهذه الجائزة الدولية.
وقفزت الرياضة النسوية الفلسطينية أشواطا رغم ما تعانيه في مجتمع تسيطر عليه الذكورية والعادات والتقاليد " المحافظة "، فتسعى الرياضيات الفلسطينيات إلى تحطيم الحواجز، إثبات الذات في ميدان الرياضة، مع مراعاة عادات وثقافة مجتمعنا الفلسطيني وعدم التخلي عن رقتهن وأنوثتهن، فتجدوا حوالي"40" طالبة جامعية في حلبة الملاكمة مرتديات القفازات والأحذية الخفيفة ويتبارين في الحلبة كملاكمات ومدربات.
وفي صورة جديدة للمرأة الفلسطينية الرياضية بدت مغايرة عن الصورة النمطية للمرأة صنعتها ببصمتها الأنثوية، وبعدما كانت السباحة حكراً على الرجال ، أصبح ذلك الشغف يشق طريقه إلي بحر غزة الذي يتميز بوجوده على الشريط الساحلي ، فتحلم السَباحة الفلسطينية فاطيما أبو شيديج "13عاما " أن تكون أول سباحة تمثل قطاع غزة في دورة الألعاب الأولمبية، المقررة إقامتها بالعاصمة اليابانية طوكيو عام 2020 في المنافسة بسباق 100 متر والفوز بالمركز الأول .
وفي خطوة لافتة أصبحت المرأة الفلسطينية حاضرة لمباريات كرة القدم التي تجري ضمن مسابقات الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ، حيث تواجد الإعلاميات الرياضيات لتغطية المباريات وكتابة التقارير المميزة حول كرة القدم في المحافظات الجنوبية ، وتغطية لألعاب اخرى كثيرة ، وكما شوهد في مباريات كثيرة حضور الأم والزوجة والأخت لمشاهدة المباريات ، وكان لملعب النصيرات في محافظة الوسطي السابقة الأولي في احتضان المشجعات ، والتي اعتبرها الكثيرون ظاهرة غريبة على المجتمع ،و لكن مع مرور الوقت أصبح الأمر طبيعي أن نري الفتيات في الملاعب وحضورهن المباريات في " الكافيتريات " والمقاهي مع عائلاتهم .
ولا زالت المرأة تخط النجاحات تلو الأخرى، وأصبح أمامهن فضاء واسع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فأصبحت الفتيات وبكل حرية وجرأة وقوة تعبرن عن رأيها في المباريات المحلية والدولية ، وأحيانا تشتد " البوستات " بين مشجعات نادي ريال مدريد وبرشلونة وتعصبهن لكل فريق من خلال روعة الأداء وطريقة اللعب رغم البيئة " المحافظة "وهو أكبر تحدِ.
[caption id="attachment_5773" align="alignnone" width="300"] Jess Markt of the U.S. coaches disabled Palestinian women on wheelchair basketball during a training session organised by the International Committee of the Red Cross (ICRC) in Khan Younis in the southern Gaza Strip May 28, 2016. REUTERS/Ibraheem Abu Mustafa[/caption]
اضف تعليقك على الخبر