ارسال بالايميل :
6638
انفضت مشاركة منتخبنا الوطني في منافسات كأس اسيا بالامارات مؤخرا بنتيجة سلبية متوقعة اثارت الكثير من الشجون وردود الفعل، منها ما كان عفويا وهو سلوك الجماهير والاقلام المحبة، ومنها ما كان استمرارا لحرب ممنهجة وقذرة شنها قلة من اقلام الزفة ضد المنتخب منذ ان تأهل في تصفيات اسيا في شهر مارس ٢٠١٧.
في ظل الانقلاب والحرب والدمار الذي تشهده بلادنا، بقي اتحاد كرة القدم كيانا موحدا برئاسة الشيخ احمد العيسي، رغم محاولات كثيرة لكسر هذا الاتحاد وتعطيله تماما، ولأن كرة القدم رسالة محبة وسلام ومنتخباتنا الوطنية حققت انجازات ووحدت معظم اليمنيين حولها فقد سعى البعض لمحاولات النيل من الاتحاد ممثلا برئيسه والعمل على انهاء حالة العمل الجاد والدؤوب بشن حرب قذرة على منتخبنا ولاعبيه وجهازهم الفني والاداري وقيادة الاتحاد وخلق الشائعات والاباطيل والبلبلة حولهم منذ ان كان منتخبنا يتنقل برا وبحرا تحت ظروف صعبة ويتغربون عن اهلهم شهورا من اجل خوض التصفيات التي من خلالها تحقق الانجاز.
حتى ان اقلام الزفة إياها جندت انفسها للسخرية من اضطرار الاتحاد لنقل لاعبي المنتخب عبر البحر في اصعب الظروف بعد ان ابدى اللاعبون موافقتهم واستعدادهم للتضحية في بطولة منقطعة النظير من اجل اسعاد اليمنيين وتوحيد مشاعرهم وقوبلوا فيما بعد بتلك العاصفة من الهجوم والسخرية.
النتائج كانت متوقعة في ظل هذه الحرب القذرة التي تشن على منتخبنا والاتحاد، وفي ظل متغيرات كثيرة ومعطيات لا يغفلها انسان ذو عقل وانصاف ومنطق، بينما يلعب اخرون على وتر الآم الجماهير وهم قلة من اقلام الزفة وبعض المفسبكين الباحثين عن الشهرة والبطولات الوهمية الكاذبة وبعضهم معروفون بانهم مستأجرون في كل فترة من اجل اثارة الشبهات والمشاكل والتشكيك بكل عمل وطني مستغلين تلاعبهم بعواطف الجمهور المحب الوفي ، فيما ينجر البعض الاخر بدون وعي وراء الحملات المشبوهة بدافع الحب والغيرة لكنهم سرعان ما يكشفون زيف تلك الحملات.
ارادوا تمزيق الاتحاد وهم يعلمون ان الظروف لا تسمح باقامة انتخابات ديمقراطية، وبالتالي خلق حالة من الانقسام لتسيطر شلة في صنعاء على الاتحاد وشلة اخرى في عدن وبالتالي تضيع شرعية الاتحاد ويسعى كل طرف من جهته الى فرض املاءاته في صورة تتوافق دع الدعوات الانفصالية، وتضيع كرة القدم وتتوقف المشاركات الخارجية التي كانت العلامة المشرقة الوحيدة في هذه الصراع.
ولانها تكسر شوكة الحاقدين واعداء الوطن، ارادوا كسر شوكة كرة القدم اليمنية وتسييسها مما يجعل الفيفا لاحقا يوقف كل اشكال المشاركات اليمنية وهذا هو ما يسعد ثلة المنافقين اصحاب المصالح لإطالة امد الحرب.
نقدر الاقلام التي انتقدت من اجل النقد البناء حتى وان بالغت وقست، فتلك قسوة المحب وهي ما يدفع اتحاد الكرة لمراجعة الاخطاء والسلبيات ومحاولة معالجتها رغم ان الاتحاد حقق في اصعب الظروف والمراحل التي تمر بعا البلاد، انجازا تاريخيا للكرة اليمنية ، وهو انجاز غير مسبوق حتى في فترات الاستقرار ووجود الدولة والدعم الحكومي واستقرار نظام البلد، في وقت وقفت فيه الاقلام الرخيصة ضد المنتخب وحاربت الاتحاد واللاعبين والجهازين الفني والاداري حربا قذرة حتى وهم يخوضون تلك التصفيات محملين بثقل الواقع الصعب.
تأهل المنتخب الاول او منتخب الناشئين ومستويات منتخب الشباب وايضا استمرار المشاركات الخارجية والتجهيز لاعداد المنتخب الاولمبي قريبا في ظل عدم وجود دولة مستقرة وتوقف البطولات المحلية وفي ظل تواضع قدرات الاندية نفسها والحرب التي تشن على الاتحاد منذ سنوات ومحاولة افشاله بكل السبل، كلها انجازات كبيرة لا تستطيع الاقلام المشبوهة طمسها وهي نفسها الاقلام التي لم تفرح للانجاز .
جهود الاتحاد لا ينكرها الا جاحد، ودعم رئيس الاتحاد الشخصي في هذه الفترة العصيبة من تاريخ اليمن واضح وجلي، وهناك من يريد تشويه الصورة الجميلة التي وحدت الشعب خلفها وهم ثلة من الجاحدين والمنافقين في حربهم الضروس ضد المنتخبات والاجهزة الفنية والادارية والتي لم يقدموا خلالها اي حلول او معالجات وانما صنعوا الكثير من العراقيل والمطبات واختلقوا الكثير من التهم والاساءات وهاجموا الكثير من النجوم بصورة مبالغة تكشف للعقلاء الادوار المشبوهة التي يقوم بها هؤلاء.
الجمهور العقلاني المحب والوفي مهما كانت قسوته الا انه في النهاية يدرك ان الاتحاد قدم انجازا كبيرا رغم ما تعانيه البلاد، رغم انه هذا لم يتحقق في عصر الاستقرار، وحتى ان كان هناك انتقد، فهو لتصحيح الاعوجاج وهذا ما يسعى اليه الاتحاد وما يجب ان يأخذ به.
اما من تعود الوقوف على الباطل ورمي الناس بالباطل فهم الباطل بحد ذاته وهم العيب على اليمن، وقد كرسوا انفسهم لعداء المنتخب وكل ما يمت للمنتخبات الوطنية بصلة ،الا جمهور المنتخبات المحب الذي يدرك الاوضاع الصعبة ، وحتى الزملاء الذين اظهروا قسوة في الطرح والنقد فندرك حرصهم على مصلحة البلاد حتى وان خانهم التعبير احيانا بالتجاوب مع الاقلام الرخيصة التي لا تفكر الا بالسفريات والصراعات.
وسيبقى الاعلام الرياضي قوي يسير على نهج الرموز الاوائل الذين كانوا يحترمون مهنيتهم ويتعاملون بالنقد البناء مع كل ما يتعلق بكرة القدم اليمنية ولم ينخرطوا في حملات او تكتلات او حسابات ومصالح شخصية.
اليمن ما زالت بخير رغم ما نعانيه وما يعانيه اللاعبون وسيبقى الاتحاد قويا برئاسة العيسي ورفاقه ، ووحدهم الشرفاء جمهور الكرة اليمنية يدركون ما تحقق وهم يعلمون ان اليمن لا تباع ، ويكفينا شرفا وفخرا اننا وصلنا للنهائيات في ظل حرب وعدم وجود دوري واندية وكلها عوامل تجعل من اللاعبين ابطالا ومن الاتحاد تاجا على رأس كرة القدم اليمنية خصوصا وانه لم ينجرف الى اهواء السياسة وجعل اليمن خلف المنتخب ، ما عدا قلة تحركهم المصالح الشخصية وليس مصلحة اليمن.
للجمهور الرائع والمحب نقول اليمن قوية بكم انتم وليس بمن يرتهنون لاجندة خارجية مشبوهة او سياسية قذرة ويتعاملون مع السماسرة الذين بات كل شيء عندهم يشرى بالمال لتحقيق اهدافهم المشبوهة، ونعذر كل من اندفع في لحظات انفعال وعاطفة فقد غلبنا العاطفة على المنطق.
لكن في النهاية لا يصح الا الصحيح فاتحاد الكرة باق حتى تأتي انتخابات قادمة، شاء من شاء وابى من ابى، وعلى كوادر الاتحاد وقياداته تطوير فكرهم والاستفادة من اخطاء الماضي.
كتب / ايمان المجاهد
اضف تعليقك على الخبر