ارسال بالايميل :
2611
نجيب المظفر
تمارس الإمارات هذه الأيام ضغوطات قوية ومتواصلة على قيادة القوات المشتركة بالساحل الغربي بغية تسهيل مهمة استعادة مليشيا الحوثي لسيطرتها على الساحل الغربي وصولا الى مضيق باب المندب، وذلك عقب تحقق فشل مهمتها في مأرب، تلك المهمة التي اتفقت إيران مع الإمارات على جعل الخطة البديلة لها حال فشلها هي تسهيل مهمة السيطرة لمليشيا الحوثي على الساحل الغربي برمته وصولا الى مضيق باب المندب، وهو ما جعل الإمارات تتجه لممارسة ضغوطاتها على قيادة القوات المشتركة لأن تقبل بقيام الألوية التابعة لطارق عفاش مع بداية هجوم مليشيا الحوثي عليها بالإعلان من مكانها عن انضمامها لها، لتنسحب على إثر ذلك ألوية العمالقة الى عدن في إطار خطة إماراتية تهدف لتوجيه تلك القوات صوب أبين للقتال الى جانب مليشيا الانتقالي لتوسيع السيطرة العسكرية شرقا الى شبوة وحضرموت بغية فصل الجنوب وإعلانه دولة، وشرعنة سلطة الانتقالي عليه كل ذلك لتحقيق الأهداف الآتية:
تقويض الشرعية المعترف بها دوليا وفتح الباب واسعا أمام المليشيات القائمة سواء في الشمال او الجنوب (الحوثي، والانتقالي) لشرعنة وجودهما كسلطتي أمر واقع على الشمال، والجنوب ليسهل الاعتراف بهما دوليا، أو التأسيس لشرعيات جديدة يسهل على الإمارات أن تشرعن عبرها احتلالها للجزر والموانئ اليمنية لعقود من الزمن.
استكمال تطويق مأرب بصورة تسهل على الحوثي السيطرة عليها، وعلى منابعها النفطية ليصبح بهذه الطريقة الشمال كاملا تحت سيطرة مليشيا الحوثي التي ستعمل على نقل عملياتها العسكرية صوب الحدود السعودية الجنوبية في مأرب والجوف بغية الوصول الى مكة التي وضعتها المليشيا على رأس أهدافها.
فرض وجود إيراني على مضيق باب المندب يهدد مرور ناقلات النفط السعودية خصوصا بعد مد السعودية لخط أنابيب نفطية عبر المهرة لتصب في بحر العرب كإجراء بديل لخط أنابيبها الذي يصب في الخليج العربي تحسبا لإقدام إيران على إنفاد تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز، والذي سيتسبب اغلاقه بحرمان المملكة من تصدير كميات كبيرة من انتاجها النفطي الذي تضخه وتصدره عبره الخليج العربي مرورا بمضيق هرمز، وتجعل مد السعودية لخط أنابيبها كأن لم يكن كل هذا من أجل أن تتجه الامارات لضخ كميات كبيرة من نفطها للسوق الدولية تعويضا عن الحصة السعودية، وبهذه الطريقة تكون الإمارات قد تمكنت عبر إيران من فرض حصار غير معلن على السعودية يمكنها من تحقيق أهدافها التوسعية بأريحية تامة.
فالنفط يشكل بالنسبة للسعودية والإمارات المصدر الأول ان لم يكن الأساس من مصادر دخلهما القومي، والذي سيشكل توقف ضخه تهديدا وجوديا لبقائهما.
??هذا مخططاتهم وما يسعون لتنفيذه وتبقى العبرة بهل ستذعن القوات المشتركة في الساحل لضغوطات الإمارات وتنزل عند رغبتها أم إنها سترفض الانصياع لتلك الضغوطات، وتنحاز للوطن، وتباغت المليشيا وتفرض واقعا جديدا في الحديدة تقوي به موقفها الرافضة للإنصياع للضغوط الإماراتية؟!
وهل تعي الشرعية مثل هذه المخططات التي تحاك ضدها وهل ستسعى لتقوية موقفها بالضغط على السعودية لتنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض، وهل ستتحرك دوليا لإلغاء الوجود الإمارات على الجزر والموانئ اليمنية أم إنها ستبقى منتظرة لآية من السماء تنفذ اتفاق الرياض وتنهى الإنتقاص الإماراتي من السيادة الوطنية؟!
وهل تعي السعودية أن الإمارات باتت تلف حبال المشنقة الإيرانية حول رقبتها لتقيم نفسها على أنقاضها وتحل محلها خليجيا وعربيا ودوليا؟!
اضف تعليقك على المقال