بقلم د/ أحمد عطية الثأر هو النار التي تضطرم في كل بيت ، وتحترق منها كل قبيلة وأسرة ، عشرات القضايا كلها ثأر بين أبناء المحافظة الواحدة ، إستباحة للدماء على أتفه الأسباب وأقلها.. يذهب ضحية الجنون والغضب والإستعجال خيرة أبناء شبوة وعقالها وكبارها ، وحين تبحث عن الأسباب تصاب بالذهول والدهشة على قطعة أرض ، أو شجرة أو خلاف تجاري ، أو مجرى سيل ، أو خلاف عائلي .. اليوم نناشد وندعوا كل مشائخ وعقال وحكماء شبوة بأن يوقفوا نزيف الدم الذي يصطلي بناره الآف الأرامل والأيتام بسبب الثأرات القبلية الجاهلية ، ونذكرهم بأن الله جمع للقاتل العمد خمس عقوبات لم يجمعها في جريمة من الجرائم ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا .. فجزاؤه جهنم.. خالدا فيها.. وغضب الله عليه.. ولعنه.. وأعد له عذابا عظيما ) أين عقولنا وأبصارنا ؟ ونحن نشاهد كل قبيلة وكل قرية تنزف أحقاد وكراهية وصراعات .. ولن يوقف هذه الجرائم الإ الخوف من الله أولا .. ثم وجود قضاء عادل وقوي ينفذ أحكام القصاص في القاتل العمد بموجب الدستور والقانون المبني على الشرع ، وتنفيذ الأحكام القضائية على الجميع سواسية دون تمييز ولا تفريق.. بغير ذلك سنظل في هذه الدوامة التي تعاني منها شبوة منذ ستينات القرن الماضي.. كما نقدر جهود أجهزة الأمن بالمحافظة التي تقوم بجهود كبيرة في تثبيت الاستقرار ، ولكن مسألة الثأر تحتاج إلى القضاء الحازم والعادل فهو الفيصل في حسم هذه القضايا.. أتقوا الله في الدماء فو الله أنها حسرة وندامة وبأي ذنب قتلت ، والحقوق لا تصفى بالقتل بل بالحجة والبرهان ، ولا يزال المرء في فسحة من دينه مالم يصب دما حراما .. نسأل الله أن يحقن الدماء ، ويصلح الشأن ، ويؤلف بين القلوب ...