ارسال بالايميل :
119
بقلم / محمد قشمر
تعز كانت ومازالت واحدة من اهم المحطات في التاريخ اليمني، وهي اليوم في ظل هذا الصراع المحتدم ما بين الإمامة والجمهورية والتوريث الجمهورية حجر زاوية لا يمكن لأي مفكر تجاهل أدوارها المختلفة إيجاياً وسلبا.
تعز في هذه الفترة تمر بمرحلة حرجة جداً، لأن الصراع والحرب القائمة في هذه الفترة الزمنية التي تؤدي الى الإنكسار، ويسعى فيها الطرف الإمامي الى جرف الهوية والفكر والعقيدة من أيناء اليمن وتحويلها الى هوية وفكر دخيل عليهم ، فتبقى تعز خصوصاً وكل المناطق اليمنية الحرة في صر اع وجودي من أجل البقاء خارج إطار العبودية المختلفة الأشكال منها العبودية الفكرية ، مما جعلها عدو لدود لقادة الإنقلاب وأتباعهم.
تعز الجميلة بفكرها وأرضها وأبنائها ورغم تحرر أجزاء كثيرة من أرضها من التبعية الحوثية إلا أنها مازالت حتى اللحظة تعيش حالات صراع بين الاستقرار واللاإستقرار، بين من يرجو لها التبعية العمياء من أجل تحقيق مصلحة شخصية أو حزبية ضيقية وبين من يبحث عن وجود حقيقي طويل المدى.
الحقيقة أن كل من يبحث عن دولة مؤسسات فهو مع الطرف المحب لتعز، ورغم وجود اغلب المكاتب الحكومية وكفاحها من أجل تقديم ما يمكن تقديمه لأبناء المدينة يبقى الصراع قائماً ما بين البناة وأدوات الهدم المدعومة حزبياً او المدعومة من الهوى والشيطان، تعز التي بها نخبة مثقفة من أهم النخب المثقفة والسياسية على المستوى العام ما زالت حتى اليوم تدير وتدار في الصراع اليمني والدولي بما لا يخدم مصالحها ومصالح أينائها.
شدني خطاب طارق صالح عند زيارة وفد من ابناء تعز وقياداتها لجزء من أرض تعز، كان موفقاً في الطرح وكان واضحاً في القول والكلمة، لكن لا ينكر أحد منا أن هناك أصوات تعالت تتسائل عن جدوى ذلك اللقاء ، وهل هناك تقارب حقيقي واضح بين المكونات السياسية والعسكرية لإنقاذ وانتشال تعز مما تعيشه من حصار وتشتيت للقوة ، وهل التقارب بينها مع قوات الساحل الغربي الذي يعتبرها البعض وبطريقة خاطئة انها قوات دخيلة او قوات غير مجدية في الصراع ، خصوصا أنهم يرون أنها لم تقدم شيء حقيقي يذكر في محاربة الحوثيين لا في الساحل ولا في غيره، كما أن هناك من يشكي من السلوكيات السيئة لبعض القادة التابعين لتلك القوة. ويتسائل البعض الاخر من ابناء تعز كيف يمكن لقوات طارق ان تساهم في تحرير بقية المناطق الغربية لمحافظة تعز لتخفف وطأة الحصار الجائر، ولا أريد ان اذكر ما قاله البعض عن دور قائد تلك القوة في فترة مضت من قتل وحصار ابناء تعز عندما كانوا جزءاً من الانقلاب حتى غدر بهم الحليف الذي لا يعرف معنى العهود ولا المواثيق بقدر ما يعرف القتل والهدم والدمار.
ما هي الأسباب التي تجعل الصراع السياسي محتدم بين بعض ابناء تعز ، وهل الانتماء يشكل جزء من هذه المشكلة بحيث أصبح الانتماء للمدينة عنصر من عناصر الصراع بحيث لا يقبل بالاخر القادم ( من سنحان) ليكون قائدا يمكن أن يكون جزء من اسباب الانتصار في تعز، وكيف يمكن ذلك وتلك القوات لم تحرر مناطق يمكن من خلالها فعلا كسر الحوثي في تعز وتطهيرها وتخفيف الضغط على مأرب، كما نسأل لماذا خفتت اصوات المدافع على أقل تقدير لشغل الحوثي قليلاً عن مأرب الصامدة.
تعز عنما يتحد أبنائها ضد الظلم فإنها تنتصر، وتحقق الكثير وتساهم في ترجيح كفة الحق على الباطل، لكنها اليوم تعيش معظلة صنعتها الاحزاب والتكتلات السياسية ولن تنتهي الا بتوافق حقيقي يكون اساسه تعز ومصلحة تعز وابنائها.
اضف تعليقك على المقال