ارسال بالايميل :
6367
صالح الجبواني
المبعوث الخاص للإدارة الأمريكية إلى اليمن تيموثي لندركنج هو أحد المختصين بشئون المنطقة وخصوصآ اليمن، وكان يشغل نائب مساعد وزير الخارجية في عهد ترامب، وكان من القلائل في الإدارة المطالبين بوقف الحرب في اليمن، وعلى هذه الخلفية أختاره الرئيس بايدن كمبعوث خاص لليمن.
بعد جولات عدة في المنطقة عاد إلى واشنطن ليقدم إحاطته وهي بمثابة خطة عمل في مسعاه لوقف الحرب في اليمن وبدء المفاوضات السياسية بين الأطراف اليمنية.
يؤكد لندركنج أنه ومن أجل حماية أهداف الأمن القومي طويلة المدى للولايات المتحدة فأن هذه الأهداف تتطلب:
١- يمن موحد ومستقر.
٢- يمن خال من التدخل الأجنبي.
٣- يمن يسيطر على حدوده ويمارس السيادة على كامل أراضيه.
٤- يساهم في حماية الحقوق والحريات الملاحية في مضيق باب المندب كأمر ضروري للشحن العالمي.
٥- الحد من النفوذ الخبيث لإيران.
٦- دعم اليمن حتى لا يوجد لدولة أجنبية نفوذ أو سيطرة لا داعي لها.
٧- يجب أن تكون علاقة اليمن بجيرانه علاقة تعاون إقتصادي وإقليمي وليس علاقة تدخل عسكري.
هذه مبادئ أساسية وردت في إحاطة (خطة) لندركنج ولم يربطها بالمصلحة اليمنية ولكن لحماية أهداف الأمن القومي طويلة المدى للولايات المتحده.
ويرى لندركنج أنه ومن أجل تحقيق هذه المتطلبات فأن مشاركة الحوثيين بشكل هادف في عملية سياسية سلمية مثل أي جماعة أو حركة سياسية أخرى سيكون لهم دور مهم في حكومة ما بعد الصراع. ودعى الحوثيين إلى أغتنام الفرصة لوقف القتال والجلوس إلى طاولة التفاوض.
ويؤكد أن جوهر الصراع اليمني الداخلي متجذره في المظالم والتوترات الطويلة الأمد وأن حل هذا النزاع مناط باليمنيين أولآ ولهذا لابد من حل دائم.
وأكد أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لضمان أستعداد جميع الأطراف اليمنية و(خصوصآ) الحوثيين للتخلي عن أسلحتهم والتنازلات من أجل السلام.
وأكد أن التهديد الأكبر للجهود التي يقودها لإحلال السلام في اليمن هو الهجوم الحوثي على مأرب.
هذه أهم النقاط الرئيسية التي تتعلق بالجانب السياسي للأزمة اليمنية في هذه الإحاطة وهو ما يهمنا في هذه التناولة ويتوضح من هذا العرض النقاط التالية:
١- هذه رؤية أمريكية جديده نحو الصراع في اليمن وهي تقترب إلى حد كبير مع مطالب اليمنيين في يمن موحد ومستقر وخال من التدخلات الإقليمية والأجنبية يمتلك قراره الوطني وسيادته بشكل كامل.
٢- ضرورة رحيل القوات (الأجنبية) وهو يقصد القوات السعودية والإماراتية من كامل أراضي اليمن وهذا مطلب ملح لكنه يرتبط بتدشين مرحلة السلام، فلا يمكن للسعودية ولإعتبارات أمنها القومي أن ترحل قبل إحلال سلام حقيقي في ظل دولة لكل اليمنيين ضامنة للأمن والسلم الإقليمي.
٣- الحد من النفوذ الإيراني وهذا الهدف بالتأكيد يرتبط اليوم بمدى التقدم في حل الخلاف في الملف النووي الإيراني لأن الحوثي أداة تستخدمها إيران لتحقيق مصالحها القومية في المنطقة.
٤- بالإشارة إلى اليمن الموحد والمستقر فقد تجاهل تمامآ وجود المليشيات المدعومة إماراتيآ ومجلسها الإنتقالي والذي كان للتحالف دور في تشريع هذا المجلس عبر إتفاق الرياض ليصبح أحد اللاعبين في المشهد السياسي اليمني برغم تبنيه سياسية يسعى من خلالها لتفتيت وتشظي اليمن.
٥- من أجل السلام وإنجاح جهود لندركنج فقد أكد على ضرورة وقف الحرب في مأرب هذه المدينة الإستراتيجية التي تأوي أكثر من مليون نازح، وهذه إشارة مهمة أن تصدر عن الولايات المتحدة وتدحض التقولات الإماراتية وتابعيها في اليمن عن مأرب وأمانيهم بسقوطها كما تضخ على مدار الساعة وسائلهم الإعلامية.
أما عن سبل تحقيق هذه الرؤية الأمريكية فأن لندركنج يحتاج موقف إدارة ضاغط بكل السبل إلى جانبه على إيران والحوثيين في المقام الأول ودول التحالف وخصوصآ الإمارات في المقام الثاني.
وتحتاج الإدارة لتنفيذ هذه الرؤية إلى حليف يمني حقيقي وستكون الشرعية هي الأقرب للعب هذا الدور بشرط أن تعود لحمل قرارها السيادي الذي تخلت عنه للسعودية، وهذا يتطلب إعادة صياغتها وبنائها بالقوى والعناصر الوطنية حتى تكون حليف حقيقي للدفع بتنفيذ هذه الرؤية على أرض الواقع.
اضف تعليقك على المقال