ارسال بالايميل :
1588
عمر الحار
هال انقلابي الامارات في عدن بالامس التراب على ثان انقلاب دولي على شرعية الدولة او مايعرف باتفاق الرياض ،وفي حالة قد يدفع بحالة العداء المستحكم مابين عاصمتي البحر والرمل الى الواجة من جديد ،وربما بموجة اشد ضرر من سابقاتها التاريخية . وان كان لايحمل الاتفاق من الرياض الا اسمها فقط ، عدن ستقضي نحبها بالحدث .
وسيدعي انقلابي عدن وكعادته حتمية القضاء على الاتفاق بمفرده و لايريد لا احد ان يعرف مصيره ولا قبره افي البر ام البحر على طريقة تعامله مع ضحاياه ومن قضوا بالموت في المدينة وغيرها على ايادي مليشياته الدموية المفطورة على حبها للجريمة وهوسها للاستحمام في دم الضحايا .
ولا شي سيتغير بين ليلة وضحاها في عدن المجبولة على الموت وادمان روائحه الفائحة من كل الزاويا التي تحكي المأساة منذ كانت وبعراب جهوي واضح وضحية جهوية واضحة ،ولم تخرج تفاصيلها عن تاريخ الجرم المتكرر باساليب تقليدية معروفة ومتنوعة وان تشابه قديمها وحديثة وكانهما نسخة لمشكلة واحدة يعاد انتاجها بعد بضع سنين ،بنمط مدمر للجميع .
ومابين عدن والرياض تاريخ مشحون بالازمات والمؤمرات القابلة للحياة في اية لحظة والاستخدام ايضا في اي وقت ،بمجرد استعراضها على شريط الذكريات الحافلة بالصور والمواقف القاتمة المخيفة حتى بالكلام لشعور بحجم ثقلها على كاهل الدوائر المعنية بها والزامها بتوظيفها من جديد لخلق نسخ اخرى ومطورة من فيروساتها التي ربما تكون عصرية واشد فتكا من سابقاتها ،وستظل علاقة عدن بالرياض قائمة على هذا التاريخ المأزوم من العلاقات ومحكومة ومشروطة بعوامل من التوتر اكثر من قابلية تطويعها الى مسارات وبرامج تعاون مثمرة بينهم ،لحالة الملل السياسي الدائم المعروف عن المدينة وعشقها لمشاريع المغامرات السياسية وولعها المزمن بالخراب الذي يستحيل ان تتخيل نفسها بعيدة عن اطلاله ذات يوم ولن تدوم لها الحياة الا في اوكار غربان المدينة التي تدل على ظلم اهلها .
ويخالفه الظن من يعتقد بان عدن ستتخلى عن عادتها التاريخية المتأصلة بالعداء مع الرياض،و سبحان الله من حباها قدرة الصبر والوقوف عند اخر مواطن الاشتعال ولا تغير نفسها من مكانه حارسة امينة على الخلافات مهما تباعد بها الزمن وتكيف نفسها لتتجمد مع ارشيفها في ملف ملغم الى مالانهاية محتومة .
وعرف عن المدينة ارتباطها الوثيق بسياسة حرق المراحل وقتل العقول مما سهل من عملية بقائها للعيش بذاكرة مثقوبة وقلب غائب عن تبعات جريرة الانقطاع بصيرورة الاحداث التي عادة مايلفها النسيان الى حين ،و هكذا دواليك يمكن قراءة تفاصيل احداث المدينة وعلاقتها مع نفسها ومع شقيقاتها وصديقاتها من عواصم العالم فهي في حالة قطيعة دائمة وبدون استثناء لانها تعيش بنفس وقوة اشتياقها للاختلافات وضرورة قتلها بالدم .
اضف تعليقك على المقال