ارسال بالايميل :
6459
عمر الحار
اليمن اليوم بامس الحاجة لمن يضمد جراحاتها الغائرة ويرقع ثوبها الوطني وجسدها الممزق بالحروب ،وهناك من يمعنون في التنكيل بها والاصرار على حفر القبور لدفنها في التراب،وهم يمضون على سنة اسلافهم في قتلها و محاربة مظاهر الحياة الانسانية فيها ،والتي تنفستها برئتي ثوراتها الوطنية الخالدة وتشبعت باريج الحرية والكرامة من شرفاتها العالية المحروسة بارادة الثوار والمحصنة بضمائرهم الثورية الحية والمتوهجة نقاءا وسرورا .
واليوم مأرب تنتصر لليمن ،كما انتصرت لها في مثل هذا اليوم ولما يقارب ثلاثة ارباع القرن ،وأهدى ثائرها الغيور الشيخ علي بن ناصر القردعي المرادي مفرادت الثورة الاولى والايمان بامكانية صناعة المستحيل بارادة ثائر من الشرق لتشتعل قناديل الثورة في احرار اليمن من قبس الرصاصة الاولى لثائر المأربي الشيخ الشهيد ،الذي جمد كتاب التاريخ المزيف بريق صناعته الوطنية للثورة ولفت كل ذكرى خالدة تحل له بالنسيان المتعمد ظنا في قدرتها على دفنها في ركام السنين ناسية بان حياة الاحرار لاتموت سيرة وتاريخا ويظل بريقها ساطع بين السطور ويتوارث حفظها في الصدور حماة الثورة وعشاق الحرية ،ويستقون منها مفردات النضال التي تصنع طريقهم في الحياة .
وهاهي موطن الاحرار وقلعة الثوار مأرب الكبرياء والقبيلة والشموخ تستلهم مأثره وتمضي على دربه الملئ بالاشواك والتضحيات وتنتفض من جديد للانتصار لليمن ارضا وتاريخا وانسانا ،وتقف كالطود في وجه الغزاه الجدد ،وتخوض معركة الكرامة دفاعا عن اليمن القتيل بحراب الخونة من ابنائها الاعداء الفاقدين الضمير ،وفي حياة مأرب اليوم وانتصارها انتصار لليمن الكبير ،وفي هزيمتها الضياع وضياع المصير .
وستظل مأرب موطن الاحرار ومهد الحضارة .
اضف تعليقك على المقال