يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

  الدولة الغائبة

  عمر الحار ماهي الدولة ؟ بعيدا عن مفهومها الواسع في العلوم والنظم السياسية، وبطريقة مبسطة هي كيان اداري يضم الارض والانسان . فلا تحدثني عن دولة بلا ارض ،ولا شعب بلا دولة ،و اصدق واقرب مثال لهذه الثنائية في اليمن الغائبة عنها الدولة وسلطاتها منذ الانقلاب الاول عليها في صنعاء ، ومن حينها يعيش شعبها بلا دولة في ظلال المليشيات التي نازعت سلطاتها النظام والقانون ، وسيطرت الاولى على عاصمتها التاريخية والثانية على عاصمتها الموقتة ،ولم تتركة لها مساحة من الارض في شمال اليمن وفي جنوبه لتتحرك عليها الا وسعت لتقويض نفوذها وبذل مابوسعها للقضاء والانقضاض عليها و تعطيل سلطاتها المحلية كحالة المحافظات الواقعة تحت حكم المليشيات الحوثية او التي ما اصطلح على تسميتها بالمحررة ،وهي تعمل منقوصة الصلاحيات كحالة عدن اوفاقدة لسيادتها واستقلاليتها الادارية كحالة مأرب والواقعة في فوهة مدفعية المليشيات ,وابين المضروبة بالحروب و شبوة وحضرموت الواقعتان تحت سطوة الخوف الاماراتي المنغص عليهما نعمة الامن والاستقرار بين الحين والاخر . فلا احد يحدثني عن سلطة وطنية مطلقة في اي وحدة ادارية في اليمن ،وربما شبوة المثال الاقرب لوصاية الشرعية عليها تقبع في ظلمة مخاوفها وتعمل تحت قهر الاحتلال الاماراتي الذي يخترق قلب سيادتها من الماء الى الصحراء في حجة الاسبوع المسلحة مابين منشأة بلحاف بالشريط الساحلي ومعسكر العلم بالشريط الصحراوي ومابين الشريطين ثمة مؤامرة تجري على الارض . ويصنف التواجد الاماراتي هنا مثلما يصنف التواجد الايراني هناك ،فهما وجهان لمؤامرة انقلابية واحدة ونقول مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من ايران ،و نقول مليشيا الانتقالي المدعومة من الامارات والاخيرة هي من وضعت نفسها في هذه المنزلة لا اسباب معلومة . وستظل كل سلطات الدولة معلقة على حبل المصالح القاتلة والغليظة ،مالم تسعى لاستعادة وجودها وبسط نفوذها وسيادتها على كامل ترابها الوطني ،وحتى ذلك الحين تظل الدولة الغائبة لا حكم لها في كل المواقف والاعراف والقوانين الدولية .

اضف تعليقك على المقال