ارسال بالايميل :
7536
عمر الحار
ماوراء الزيارة التي قام بها محافظ شبوة محمد بن عديو الى مقر قيادة كتيبة المهام الخاصة بالمحافظة ؟! .
الزيارة بطبيعتها يمكن ان توصف بالمفاجئة من ناحية التوقيت ،ولا اعتقد ان هناك رغبة ما للمحافظ باختتام انشطته الرسمية للعام عشرين عشرين بهذه الزيارة ،التي تدفع باكثر من سؤال الى الواجهة ،وهل يمكن تفسيرها بانها زيارة حرب لهذه القوة العسكرية الضاربة والتي تمثل القوة النوعية من حيث جسارة وشجاعة مقاتليها واختبارهم بنجاح في حرب العصابات ؟.
ام انها تنطلي في اطار الاطلاع على الجهوزية المعنوية و القتالية لهذه القوات عقب تلقي الحكومة ضربة قوية وموجعة في عدن اثر عودتها اليها الاربعاء الماضي ،مما يجعل هاجس المخاوف الامنية هي المسببة في دفع المحافظ بن عديو للقيام بهذه الزيارة وفي هذا التوقيت بالذات ،على الرغم من اثارتها للتساؤلات كثيرة مثلما اسلفت ،لا يمكن اعتبارها في كل من الاحوال زيارة عادية وتقليدية ،بل لها من الاهتمام مايدل على خصوصيتها ويضع دوائر من الشكوك حولها .كما لا يمكن التقليل من اهميتها على اكثر من صعيد ،حال استدراج الحالة الامنية المستهدفة في كل المحافظات المحررة وبالذات محافظة شبوة على وجه الخصوص منها ،وهي تصارع وحيدة لاثبات احقيتها في ادارة شؤونها المحلية والتصدي لتحقيق مصالح الاقتصادية وتحديد اولوياتها التنموية وحجم التحديات التي تواجها على هذه المستويات المترابطة على جبهة داخلية واحدة يتطلب الحفاظ عليها نوع من المبادرات الذاتية الطموحة للوقوف بمرونة سياسية وقوة وصلابة عسكرية امام القوى المحركة لها ،والتي تسعى الى تعطيل مختلف مناشط الحياة في المحافظة وفي غيرها من المحافظات المحررة ،ولكن قصص النجاحات التي حققتها شبوة على الصعيد التنموي ومحاولات قيادتها المستميتة لاعادة فعالية قطاعاتها الاقتصادية يمثل مخاوف جمة للاوصياء على اليمن من قوات التحالف ،وشبوة تقع في نطاق الجناح الاماراتي المفسد والمعرقل لكل الخطوات التي تتبناها قيادة المحافظة على طريق تطبيع الاوضاع فيها والسير في الاستقلالية بقرارها المحلي وتحقيق مصير الاستقلالية المطلقة في ادارة مواردها واعادة تشغيل قطاعاتها النفطية والغازية التي تأتي في اطار سلم الاولويات لمحافظها محمد بن عديو وتمثل التحدي الاكبر امامه .
وتأتي زيارة المحافظ بن عديو يوم خاتمة العام عشرين لمقر الكتبية العسكرية الخاصة بمثابة رسالة مفخخة بالاهداف والمقاصد الغامضة والتي لاتخرج قراءتها الباطنية على كل الوجوه بانها زيارة حرب بامتياز واستعداد لدخول في معترك المواجهات من جديد مع قوى التحالف المناهضة لاستقرار المحافظة والمحاربة سرا وعلانية لخطوات تنميتها والمعرقلة لخطوات النجاحات المحققة في خياراتها الاقتصادية والاستثمارية المتقدمة والتي تفضي الى تأمين الموارد المحلية المناسبة لمواصلة ترجمة طموحاتها في جعل شبوة خيارا صعب امام كل التحديات المحدقة بها وبالوطن ،خاصة اذا ما عملنا على الربط المنهجي لزيارة واعادة ترتيب انتشار الوحدات الامنية في الشريط الساحلي ،مما يوحي باحتمالية دخول المحافظة في مخاض صعب خلال الايام القادمة ربما يكون اشد فتكا بها ويمثل خطورة حقيقة عليها وعلى مسارات دعائم امنها الاقتصادي والاجتماعي .
اذن تأتي الزيارة في اطار استراتيجية الخطوات الاستباقية للاحداث التي تقارعها المحافظة في الخفاء وعلى اكثر من صعيد ،حتى لا تتفاجئ بتكرار سيناريو الحرب عليها اوخر اغسطس من العام تسعة عشر .
ويمتلك محافظ شبوة محمد بن عديو رؤية ثاقبة للامور ،وخيارات الحرب والسلام ويعرف كيف يستخدمهم في الوقت المناسب،ما بقي على رأس هرام السلطة بالمحافظة .
اضف تعليقك على المقال