ارسال بالايميل :
1367
بقلم / محمد قشمر
ما حدث في مطار عدن من تفجيرات عقب وصول الطائرة التي تحمل الحكومة يعتبر من أقوى الأعمال (الإرهابية والعسكرية) من الجهة التي نفذت ذلك العمل المخيف، والذي كان يحمل من الدقة الكثير والكثير. هذه الدقة في التنفيذ تبين بجلاء ان من ورائها قوة لا يستهان بها.
تتحدث الكثير من التقارير بأن الجهة التي تقف وراء ذلك العمل الإرهابي هم جماعة الحوثي المسلحة، وهذا أيضاً ما صرح به وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، وإن صح هذا الكلام فإن الأمر يعتبر لحظة حاسمة في الصراع العسكري ، حيث أن بعض التقارير أيضا قالت بأن مصدر تلك الصواريخ منطقة الجند والمحيط لها ومطار تعز وكل هذه الأماكن اليوم تؤكد أنها تشكل خطر حقيقي على استقرار عدن وأمنها واستقرار الحكومة فيها التي لن تستطيع أن تقدم الكثير ووهي تحت رحمة القوة الصاروخية للحوثيين، بمعنى أوضح أن بقاء تلك المناطق تحت أيدي الميليشيا المسلحة الحوثية يعني ان عدن في مرمى النار.
ينقلنا هذا للأهم في الموضوع وهو أن تعز هي العمق الأمني والاستراتيجي لمحافظتي لحج وعدن، وأنه لا يمكن أ ن تستقر الأوضاع في عدن إلا إذا تم تأمين وتحرير محافظة تعز بكل مديراتها لا أن تبقي جزءاً منها بأيدي الحوثيين الذي يستخدمونها من أجل استهداف المناطق المحررة، وبالتالي استقرار الحكومة وحسن أدائها مرهون بمدى قدرتها على العمل والتحرك بأريحية أكبر.
أيضا وجود قوات خارج إطار الدولة مثل تلك القوات المتواجدة في عدن تؤثر بشكل سلبي على أداء الدولة كما تؤثر أيضا بشكل سلبي على الأمن والأمان الذي يجب أن يرافق الانسان في تلك المدينة العالمية الجميلة.
أتطرق أيضا إلى أن ما حدث في مطار عدن يعتبر رسالة واضحة أن المجتمع الدولي يجب أن يغير من سياسته الداعمة بشكل مباشر للانقلاب في صنعاء الذي لا يترك وسيلة الا استغلها في تدمير كل القيم الإنسانية، وأنه حان الوقت لأن يقف المجتمع الدولي مع قراراته التي تدعوا الى تسليم السلاح والخروج من المدن واستعادة الشرعية، التي من خلالها سنستطيع ان نبني شرعية الأرض والإنسان اليمني من جديد، وهذا ما لن يسمح به الحوثيون ولا غيرهم ممن يملكون السلاح.
من الأمور المهمة هو انه لو ان العمل صاروخي حوثي فهناك خلل كبير في موضوع الدفاع الجوي الذي كان يجب ان يكون على جاهزية مطلقة لحدث مهم كعودة الحكومة الى عدن.
هناك من يريد وبشدة أن يتم تكسير اتفاق الرياض وان تفشل المملكة في مساعيها التي بذلتها من أجل إنجاح ذلك الاتفاق، والذي تمخض عنه عودة الحكومة ليستقبلها الكارهون بذلك الكم الهائل من الحق على الوطن وعلى المواطن.
إن فشل اتفاق الرياض سيؤدي بالضرورة الى اشتعال حرب بين الاخوة الذين استطاعت القوى الخارجية ان تصنع منهم أعداء يقتلون بعضهم بعضا.
ماذا يجب على الحكومة في خضم هذه الحرب الشرسة التي نواجهها جميعاً؟ إجابة هذا السؤال سنجده في الأيام القادمة حين نرى كيف يمكن أن تدير تلك الحكومة ذاتها ووطنها وتراعي مصالح شعبها على كل الأصعدة، ويجب ان تدرك الحكومة تماماً أنها ليست في نزهة بل في معركة حقيقية يجب أن تنتصر فيها لأن الهزيمة تعني دمار أعظم وانكسار أعظم .
واعتقد أن بوادر ما حدث في عدن يجب أن ينعكس بقوة على كافة الجبهات من أجل بسط نفوذ الدولة على كل الأرض اليمنية.
اضف تعليقك على المقال