ارسال بالايميل :
874
بقلم / خالد السودي*
هذا الرجل يخوض مواجهة شرسة .. إنها مواجهة الجبابرة .. حتى جسارته وشجاعته لا أعتقد انها ستنقذه هذه المره ..
كان وزيرا للكهرباء في اليمن وصل يوما ما الى مصر الكنانة التي عشقها حتى الثماله .. و عشقته حتى بدأ يضع ورقاته الأخيرة فوق ترابها برغم أنه طاف الفيافي والقفار .. وخاض عباب البحر حين كان قبطانا يمنيا عظيما في المحيطات والبحار .. أداريا ناجحا .. ومسئولا عظيما من نفحات الزمن الجميل ..
في ذلك اليوم كانت إجراءات المراسم و سطوة البروتوكلات تتزاحم في استقباله ..
وفي اليوم التالي كان مقررا ان يزور نظيره المصري كان يومها إن لم تخني الذاكره المهندس / محمد ماهر أباظه بهيبته وحضوره القوي ..
وعندما كانت سيارة السفارة تلتهم الطريق باتجاه مكان المقابله اذ بالسائق يتجرأ ويحدث الوزير :
بعد إذنك يافندم ابني مهندس كهربا متفوق جدا وقدم يشتغل في الكهربا أكثر من مره مانفعش ..
ممكن معاليك تكلم معالي الوزير وداه ملف الولد !!
أخذ المهندس / علي حميد شرف الملف .. واطلع عليه في الطريق .. و اقتنع بما فيه من مفردات وتفاصيل ..
وعندما دخل لنظيره المصري رفض الجلوس .. وقال له : اتمنى على معاليك التوجيه بتوظيف صاحب هذا الملف المستحق قبل أن أجلس في ضيافتك الكريمة ..
وبحسب التقاليد المصرية العريقه قال له الوزير :
غالي والطلب رخيص معالي الوزير ..
موقف بسيط من مئات المواقف الشجاعه والجريئة لآخر الرجال الشجعان .. وزير الوزراء .. عميد السفراء .. و أحد اعظم اصحاب القرار في تاريخ الحكومات اليمنية منذ نصف قرن .
قبل أيام .. زرت الاستاذ المهندس الصديق الغالي الوالد الوزير و السفير والقبطان / علي حميد شرف بعد أن وصل من اليمن محملا بمتاعب صحية جمة متعثرة بجلسات القات و مثقلة بالهموم والمشاكل .. و الآفاق المسدودة .. و الأمال المفقودة .
لقد رأيت مواجهة شرسة جدا وغير متكافئه بين القدر و الجسارة بين الشجاعة و الموت !!
النتيجة ربما محسومة لكنها آية من آيات الخالق عشتها مع الوالد العظيم المهندس علي حميد شرف في فترات متعدده في حياته .. إنسان لايُمل .. شخص لايكل ولا يمل .. شخصية نادرة .. مدرسة في الكفائه والأدارة ... والشجاعة .
لا تعرف هل أنه متعلق بالحياة .. أم أن الحياة تعشقة ..
تجربة يجب أن تحكى .. وحكاية لابد أن تعرفها الأجيال القادمه ..
انها حكاية .. عنوانها .. علي حميد شرف
* الصوره قبل سنوات سويا في زياراة للفقيد الدكتور حسن مكي رحمة الله تغشاه ..
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك
اضف تعليقك على المقال