ارسال بالايميل :
1876
عمر الحار
لا ادري لماذا كلما اقتربت من تدخل الامارات في اليمن ، ثمة رائحة لبريطانيا تفوح من ثناياها ،على الرغم من احترامي لماضي بريطانيا الاستعماري ،ومقتي لارتكاسها في دشداشة الامارات .
وعلى الشقيقة الصغرى مراجعة مواقفها من اليمن ولا تتوغل في احراق نفسها على هذه الشاكلة ،فهي اصغر من القيام باخفاء بريطانيا العظمى في جلبابها المالي الفضفاض ،وان الدهشة لتتملكني من سعيها لتقمص دور الكبار في قضية اليمن ، ومحاولة اللعب على طريقتهم وتصريفهم للاحداث ،وبالذات بريطانيا مدرسة العالم الاولى في زراعة المتناقضات وغرس الخلافات في الانظمة ،ومن ثم التحكم بها وادارتها على ساحات قتالية مفتوحة ومكشوفة ،وتمتلك بريطانيا خبرات استخبارية هائلة في توظيف هذه الادوار اينما رغبت بذلك ،وظل ملف الصراعات العربية البينية والداخلية حكرا عليها ولا يستطع احد ان ينتزعه منها او منافستها في مجال اختصاصها في تحريك ملفات الموت وتفردها باختيار التوقيت المناسب لاشعال نيران الحروب والمناكفات بين الاخوة الفرقاء .
وامتلكت بريطانيا هذه الخاصية الفريدة من تجاربها في استعمار الشعوب ووضع اليد على تفاصيل حياتهم واستثمار مقدراتهم البشرية والمادية بعلم وبصيرة .وتكمن معجزة بريطانيا في انها تقف وراء صناعة انظمة الاستقلال ،وصاحبة اليد الطولى في توجيههم على غير قبلتها والتحكم بهم من على بعد ،فمثلا حكمت صنعاء عن طريق الرياض ،وحكمت عدن عن طريق موسكو ،فهل تتمتلك ابوظبي هذه القدرات الخارقة والتي تفوق الخيال في الاحتفاظ بالشعوب العربية التي سعت وبقوة الى دمارها اشك بذلك لانه من سابع المستحيلات.
ومثلت بريطانيا في حياة شعوب مستعمراتها الرافعة القوية لنهضتهم الحضارية وبوابة دخولهم الحياة المعاصرة ،وتملكت قلوبهم باقامة المصالح الاقتصادية العملاقة لهم، و وظلت قلوبهم معلقة بها وبعد رحيلها لعقود طويلة من الزمن .، والشقيقة الصغرى على النقيض من ذلك تماما، وهي بعيون ابناء اليمن تمثل مشروع الموت والهلاك ،و يتملكهم شعورا قاتلا وغبنا شديد من سعيها لجرح كبريائهم الوطني والانساني والمساس بسيادة ووحدة اراضيهم واصرارها على احراق مصالحهم الاساسية ،وضرب بنية منشآتها الصناعية والاستثمارية وتعطيلها بل والقضاء عليها ،مما عجل بخروجها مبكرا من قلوبهم وتاريخهم .
واحتفظت بريطانيا بسر استعمارها لشعوب وتمكنها من احكام قبضتها عليهم لمئات السنين ،في حين عجزت ابوظبي عن اكتساب ثقة ابناء اليمن فيها ولبعض سنين .
وهنا يكمن الفرق الحقيقي بين بريطانيا العظمى ،والشقيقة الصغرى ،وهناك مظلمة تاريخية كبيرة لاية مقارنة او مقاربة سياسية بينهم وجعل بينهم سدا .
اضف تعليقك على المقال