يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

الأمير الذي مات ولم يطبّع

بقلم / محمد سالم بارمادة

حملت لنا الرياح القادمة من دولة الكويت يوم أمس الثلاثاء أخباراً عنوفاة أميرها الشيخ صُباح الأحمد الجابر الصُّباح, عن عمر ناهز واحدا وتسعين سنة قضاها في خدمة بلده وتطويرها على جميع الأصعدة، قضىمنها أربعة عقود على رأس الخارجية الكويتية قبل أن يتوج أميرا للبلاد, الأمير الشيخ صُباح الأحمد الجابر الصُّباح الذي طالما سعى إلى تحقيقالتوازن في العلاقات مع جيران الكويت حيث شكّل الروابط الأقوى معالسعودية وأعاد بناء العلاقات مع العراق التي سبق لها احتلال دولتهبالرَغمِ الجرحِ الذي سبّبه الغزوُ العراقيُّ للكويت فقد مدّ خيوطَ الجيرةِ إليهبعد سقوطِ صدام .

الأمير صُباح الأحمد الجابر الصُّباح جعلَ الكويت تتنفسُ حرياتٍوديمقراطياتٍ غابَت عنِ كثير من دول الجوار, وأبقى كويتهُ لؤلوةً فيالخليج وأبعدَها عن مراكزِ التوتّر وفتحَ اقتصادَها أمامَ التجارةِ العالميةِالجديدةِ.. مَن مثلُه يُبكى عليه.. ومَن لديهِ مِثلُنا يُبكى علينا حيثُ انقلبت المليشيات الحوثية الإيرانية الطائفية على شرعية الوطن وأرادت الاستئثارَبالسّلطة ومارست ثقافة عنصرية, ثقافة تعمل على تكريس منطق الطاعةوالولاء لها, وتعمل على زرع الفتنة والكراهية بين أبناء الشعب اليمنيالواحد, و شيطنة كل من يخالفها .

أمير الكويت الشيخ صُباح الأحمد الجابر الصُّباح تذكرة المستشفياتوالمدارس والجامعات التي أنشأتها دولته في اليمن, وعندما نذكر اليمنفأننا نذكر استضافته مفاوضاتٍ لردمِ الهُوةِ بين أهلِ اليمن ولم يَتخلَّعنهم, رحَل بسِجِلٍ خالٍ مِن أيِّ تأليب ٍوتشدّدٍ وتغليبِ فريقٍ على آخر من الفرقاء اليمنيين .

الأمير صُباح الأحمد الجابر الصُّباح مات متمسكاً بمواقفه الوطنيةومؤيدا للحق الفلسطيني ورافضاً تلويث يده بمصافحة اليهود, ماتالشيخ صُباح الأحمد الجابر الصُّباح وصفحته نقية لم يدنسها بعارالتطبيع.. رحل عن الدنيا الشيخ صُباح الأحمد الجابر الصُّباح وبقيتفلسطين في قلبه وروحه, والله من وراء القصد .

حفظ الله اليمن وشعبها وقيادتها ممثلة في فخامة الرئيس القائد عبدربهمنصور هادي من كل سوء وجعلها دوماً بلد الأمن والأمان والاستقراروالازدهار .

اضف تعليقك على المقال