ارسال بالايميل :
5055
فؤاد باضاوي
سالم صالح بن عبد الحق إبن المكلا وعاشقها وحبيبها البدوي الأصيل ، إرتبط بأهلها وبحاراتها وشوارعها وبحرها ومعالمها ، عين في مجلس إدارة إتحاد كرة القدم وضابط إداري بمكتب التربية بساحل حضرموت ، ثم عين مديرا عاما لمديرية مدينة المكلا ، فزداد إرتباطا بمفاصلها ، وأصبح وقته كله مهاما وإهتماما بكل التفاصيل لتسكنه المكلا ويسكنها ، عرفته قبل أن يكون مديرا عاما للمكلا وتوطدت علاقتي به وكنت شاهدا على الكثير من المواقف للرجل في الكثير من القضايا الإجتماعية والإنسانية والنزاعات وكان نعم الرجل .. هو أخي الذي لم تلده أمي والأقرب الى نفسي ، شاءت الأقدار أن يصاب في رجله ويتم بترها فرأيته مؤمنا بقضاء الله لم تغيره الأيام وإزداد قربا من الخالق عز وجل ، ظل بيته مفتوحا لقاصديه من الأهل والأصدقاء ، يحكي له الكثير من أبناء المكلا مشكلاتهم وهمومهم حتى وهو يعاني المرض كان قريبا ومتشوقا لحل الكثير من المشكلات والقضايا ، هذا هو أبوصالح للذين لايعرفوه ولكل من عاشروه ، رجل بكل معنى الكلمة ، إنسان يحن على أهله ولاينسى أصحابه ، أصدقاء الطفولة يأتون الى بيته ويتذكرون الماضي الجميل والأيام الحلوة من أبناء حي السلام ، حيث الأمان والسلام وعطر السنين ، رجل إفتقدته المكلا ، كان مشغولا ومنشغلا بقضاياها الى وقت متأخر من الليل بيته لايخلى من الناس يستقبلهم بأبتسامة وحب ووفاء ، أحب الشباب وأحبوه وكان قريبا منهم ، شاهدت كل قبيلة بالعبيد في بيته يوم إصابته تأثر الكثير من شبابها وشيوخها شاهدت الدموع في عيون الكثير منهم فقد كانوا مرتبطين به جدا ، وكان نصيرا للحق لايحيد عنه ، كثير العطاء وصاحب صاحبه ، رأس نادي شعب حضرموت فكان للنوارس عنوانا وبيان ، كان يحل الكثير من المعضلات للنادي . وسلام ياديس المكلا سيذكرك ويتذكرك قومك ، فأنت البدر في الليلة الظلماء ، أنت علم من أعلام حضرموت ونورسا محلقا في سماء الود والمحبة وعنوانا للصفاء والنقاء وأنت سالما مسالما محبا للخير سيأتي اليوم الذي يعرف فيه أهل المكلا قيمتك ومقامك ، سينصفك التاريخ عاجلا أو آجلا سيحكون للزمن ذكراك ومأثرك وسيعرفون أجيالنا القادمة كيف تكون القيادة والريادة .. سيأتي اليوم الذي نكرمك فيه ، ونهديك وردا وزهرا وعطرا ، سيأتي اليوم الذي نقول فيه هنا كان رجلا محبا وفيا و شهما هنا كان ( سالم صالح بن عبد الحق ) هنا كان زمن الرجال والأفذاذ ، كما هي عاداتنا ، لانعترف بالحق الا متأخرا ، وأن تأتي متأخرا ، أفضل من الاتأتي أبدا ...
عشقناك وأحببناك وعايشناك وعاشرناك سنين وسنين وأنت هو أنت لم تغيرك الأيام أوتغتر على أهلك وأصحابك وأربابك ، كنت سالما صالحا لكل زمان ومكان ، تمر الأيام والسنين مسرعة وتبقى النكهة الأصلية الأصيلة باقية فينا تمنحنا الحب والوفاء .. ثق ياعزيزي التاريخ لاينسى ولايتجمل ولايخفي شيئا ، سيكتب لك وعنك كل ماقدمت وستحفظ الذاكرة صنيعك .. أنت حكاية جميلة صاغتها المكلا وأهلها ، ورواية تحمل كل الشجن ، يقولون في السفر سبع فوائد ، وإن أردت أن تعرف شخصا إقترب منه وسافر معه ، وجمعنا بك السفر الى ماليزيا والى الحج في المملكة العربية السعودية وسافرت معاك المكلا وكل قضاياها وبقيت مرتبطا بكل الفصول والتفاصيل حتى وأنت بعيد عنها ظلت هي معك صبح وليل ، وكم كنت رفيقا ممتعا وفيا صدوقا ، إكتشفناك وكشفنا عنك الخصال الحميدة ..
حفظك ربي ورعاك وشفاك وعافاك ياأبن المكلا الأصيل ، ستبقى في قلوبنا ماحيينا وستظل كل أعمالك الطيبة شاهدة لك لاعليك فأنت سالما صالحا لكل زمان ومكان !!
اضف تعليقك على المقال