محمد قشمر
كان التدخل العربي في اليمن يحظى برضى اغلب ابناء الشعب اليمني ، لأنهم يدركوا أنالحوثيين لا يمكن أن يكونوا بناة دولة ، ولا حتى نواة لدولة مدنية يمكن ان تنهض باليمن، حيث انتهجوا طريق القمع على كل من يعارض سياستهم في الحكم، أو يرفض اسلوبفرضهم للنهج العقائدي الذي يخالف عقيدة وفكر أغلب أبناء اليمن ، وهذه هي المعظلةالكبرى في معادلة الحرب في اليمن ، فرغم أن الشعب اليمني قد ضاق ذرعاً بالحال التيوصل اليها وتأخر حسم المعركة، الا انه ايضاً يرفض أن يبقى تحت الوصاية العقائديةالتي ينتمي لها الحوثيون او ما يسمون أنفسهم أنصار الله، والذين هم بدورهم يقبعونتحت الوصاية الدينية الإيرانية، وهذه الحقائق دائماً ما يذكرنا بها الامين العام لحزب اللهاللبناني حسن نصر الله بأنه مع ولاية الفقيه وان مرجعهم الاسمى هو في ايران ممثلاًباية الله العظمى الخميني ومن بعده الخامئني ومن بعده من يتم ظهوره وتنصيبهبالطريقة التي يتبعونها .
كما ان الحرب القائمة بين قوات الجيش الوطني وميليشا الحوثي ظلت قائمة وتم تحريرالكثير من المواقع والمحافظات، والأصل انها عادة الي حضن الشرعية ، اغلب مناطق ومدنالجنوب تحررت من سلطة الحوثي في عام 2016 وكانت عدن بداية الغيث الذي منحاليمنيين الكثير من الأمل بعودة الأمور الى نصابها الحقيقي ، وتحررت بقية مناطقومدن الجنوب ابين وشبوة وحضرموت التاريخ والمهرة وسقطرى التي لم تشهد صراعحوثي وشرعي ولم يصل اليها الدمار الذي حل بأغلب المدن اليمنية . مع أن الصراع وصلالى سقطرة والمهرة بعد ذلك بشكل درامتيكي مزعج.
معلوم أن مسساحة الجنوب اكبر من مساحة الشمال اليمني وبالتالي فإن الأصل أن تبدأالشرعية اليمنية بترتيب أوراقها وتحديد مدينة من مدن جنوب اليمن لتكون العاصمةالمؤقتة التي يبقى بها الرئيس وحكومته لحين تحريرواستعادة قوات الجيش الوطنيلبقية المحافظات القابعة تحت سلطة الانقلاب الحوثي .
لكن حدث ما زاد وضاعف من معاناة اليمنين ، وهو ظهور ميليشيا جديدة في مناطقالجنوب والتي بدأت تتبلور مع بداية تحرير عدن والمناطق الجنوبية وتشكيل ما يسمىبالمجلس الانتقالي الذي يعتبر نفسه الممثل الحصري لأبناء الجنوب .
كان لظهور قوات عسكرية بمثابة ميليشبا مسلحة أثر سلبي كبير على بقاء الصراع لأمديمكن أن يساهم في تحديد وقته اللاعبون الاقليميون في المنطقة ، كما يساهم اللاعبونالدوليون في الأمر ايضا، إلا أن اللاعبين الدولين فضلوا البقاء في الظل على أن يظهر فيالصورة على انه صراع يمني يمني أخر موازي للصراع القائم بين الشرعية والحوثيون ،الكثيرمن المتابعين للشأن اليمني وكثير من الكتاب والمحلين أكدوا أن ظهور وبناءميليشيا عسكرية في المنطاق الجنوبية اليمنية ساهم في خدمة الحويين بشكل كبيروعقد الأمر بحيث لا يمكن أن يكون هناك حل سياسي يقتصر على الشرعية والحوثيينولكن تم اضافة لاعب جديد متمثلا بقوات المجلس العسكري التي غالباً ما تتبع الداعمالرئيس والموجه الأول لها، والذي يعد لاعباً اقليميا كبيراً في المنطقة ، كما ان ظهور قواتايضا لا تعترف بالشرعية ولا تعمل تحت لوائها مثل قوات حراس الجمهورية والمدعومةايضا من قوى خارجية والمتمركزة في الساحل الغربي وعلى مشارف مدينة الحديدة وفيبعض الجزر اليمنية التي تم منحها اياها دون موافقة القيادة الشرعية ممثلة بالرئيسهادي زاد من تعقيد الوضع الى حدٍ كبير ، مما ينبي عن توجه دولي في حال فرضالحلول السياسية ان يتم تقسيم اليمن بين الفرقاء السياسين واصحاب المصالح المحليينوالاقليمين والدوليين، وهذا الأمر لا يمكن أن يكون حلاً جذرياً للصراع اليمني اليمني اولتضارب المصالح المحلية مع الاقليمية والدولية .
اضف تعليقك على المقال