يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

وداعا شهيد الإنسانية

فؤاد باضاوي
  فؤاد باضاوي رحيل فاجعة وأليم ، نزل الخبر كالصاعقة ولم نفق بعد من كارثة رحيل العميد ركن / شيخ الحامد / وكنت أنت أحد المعزين في هذا المصاب الجلل وليلة الجمعة تتناقل الأخبار خبر رحيلك غرقا في مياة سيل مفرق وادي عرف بمدينة الشحر وأنت تحمل الراية في ميدان الدفاع والبحث عن السلامة المهنية وتتفقد حالات المرضى ونواقص مراكز الصحة ، دكتور الإنسانية / رياض حبور الجريري / يغادر ساحة النضال الصحي مبكرا في وقت تحتاج حضرموت لأمثاله في هذا الزمان المتعب ، رحل الدكتور النبيل الذي غسل القلوب وأراح الكثير من البشر ، ووفر لهم المعونة والدواء ، رحل رجل العمل الذؤؤب والنشاط الذي لم ينقطع ليل نهار ، رحل الحرص الكبير والخوف على حضرموت من كل شر ، مفاجأة وفاته وأليمة في خامس أيام العيد وفي أيام الفرح وهو يكابد معاناة العمل نبلا وأخلاقا وإخلاصا ووفاء ... إختار لك المولى عز وجل الشهادة غريقا لتسكن جنة عرضها السماوات والأرض إن شاء الله ، وإختار لنا الحزن والألم في وداعك هكذا وداع في ليلة عمل صحي إنساني ووجداني ، اليوم تبكيك أسرتك ومسقط الرأس وحضرموت والوطن ، اليوم نواصل الفراق الأليم يادكتورنا النبيل ، اليوم ننعي الصحة والأصحاء وأنت لست بينهم في هذا الوقت العصيب ، اليوم نقول لارد الله القضاء ، اليوم تتصدر أخبار رحيلك القنوات الفضائية ومواقع التواصل والبيوت الحضرمية ، كما تصدرت تصريحاتك ونصائحك عن الجائحة العالمية / فيروس الكورونا /كل شارع وكل بيت .. عشت علما ومت علما من أعلام حضرموت ورجالها الأفذاذ ، رحلت في زمن نحن في حاجة جيشنا الأبيض والقلوب البيضاء ، متت في سيارة كانت تبحث عن الحياة في كل بيت وتسعى لإنقاد روح وحياة تتألم ، رحلت في مياه السيل ، شهيدا عميدا ونحن نبحث عن تجاوز محنة الكورونا التي إجتاحتنا وكنت أحد الرجال الذين لاليل ولانهار لحياتهم وكانت المراكز الصحية همهم وشغلهم الشاغل ، ووقتهم الصعب الذي سابقوا فيه الزمن لتكون حضرموت أقل ضررا وخطرا .. أما آن لهذا الليل أن ينجلي وماآن لهذه الفجائع أن تتوقف تكاد القلوب أن تنزل من بين الضلوع لكثر أحزاننا وآلامنا وتتوالى الأخزان وتسكن القلوب والديار ، فمن نبكي ومن ننعي تعبت أحرفي وتبعثرة كلماتي وعبارات الرثى ، لم تعد يدي قادرة على اللحاق بركب الأحزان والأصدقاء والأحباب يتصاقطون أمامي تباعا ، أصبح الألم أمل لحياة أجمل وإن فقدنا أعز الرجال ، تستمر حياتنا حزينة مكلومة تتقاذفنا أمواج الرحيل موجة ورإء موجة وتخنقنا العبرات في ليل لايكاد يبان له آخر .. هكذا رحلت أيها الدكتور النبيل وهكذا أراد لك القدر أن ينهي أجلك شهيدا عاملا في عيدنا الأليم وزمننا المكلوم .. وداعا يارجل الوفاء والإنسانية وداعا يازارع الأمل وروح التسامح ، وداعا إبن شرق الأصيل ، تغمدك الله بواسع رحمته ومغفرته ، وتقبلك شهيدا تسكن الجنة وألهمنا وأهلك وذويك ومحبيك الصبر والسلوان .. إنا لله وإنا إليه راجعون !!

اضف تعليقك على المقال