ارسال بالايميل :
2534
عادل الشجاع
هناك جماعة بدأت تميز نفسها بالعفافيش وهم إما أنهم كانوا أصحاب مصالح خلال فترة الصراع ولم ينخرطوا في صفوف المؤتمر ، أو أنهم كانوا في المؤتمر وأصبحوا يعملون لصالح الحوثي ولصالح دولة الإمارات . معرفة العفاشي سهلة جدا ، فقط إذكر اسم الإمارات قدامه ، ستجده يتهمك بأنك أصبحت تستلم من قطر وأنك عميل لديها ، أو يمكنك ذكر المصالحة مع حزب الإصلاح وفك الشراكة مع الحوثي ، ستجده يتهمك بأنك أصبحت إخواني .
هؤلاء طبعا وظيفتهم إلقاء التراب على الآخرين ليل نهار وبث روح الكراهية ضد المؤتمرين . يفضحون أنفسهم بثقافة الكراهية التي يختزنوها في صدورهم ، لأن بث روح الكراهية ليست من أدبية المؤتمر الشعبي العام . إن ثقافة الكراهية التي بدأت تتمدد وتسوق باسم المؤتمر ليست سوى جزء رئيسي من أدبيات هذه الجماعة التي من مهمتها تمزيق المؤتمر ووضع كل من يدعو إلى توحيد الصف الجمهوري في خانة الأعداء والتحريض ضدهم بكل الوسائل .
لا تجيد هذه الجماعة سوى ثقافة الهجاء واتهام دعاة المصالحة بالعمالة ، لكي يشوهوا الحقائق ويتخفون وراء الشعارات الخادعة والتفسيرات غير السوية للثوابت الوطنية . تتميز هذه المجموعة بأنها تغيب أهم ميزة تميز بها المؤتمر الشعبي العام وهي سعة الصدر وقبول الآخر . يبررون العمالة للإمارات والتحالف مع الحوثي ويجرمون توحيد الجمهوريين .
يدعون الحق المطلق في توزيع الوطنية على أنفسهم ومن يريدون وينزعونها ممن يريدون . لا يدرك هؤلاء أنهم يلعنون أنفسهم لأنهم لم يدركوا أن عظمة المؤتمر الشعبي العام الحقيقية في كونه لم يكن مجرد حزب فقط ، بل كان مؤتمرا جامعا لكل القوى الوطنية وإخراج العمل الحزبي من ظلمات العمل السري إلى أنوار الساحة واحترام الآخر .
هؤلاء العفافيش لا علاقة لهم بالزعيم الشهيد علي عبدالله صالح سوى بإستخدام كنيته لتفكيك المؤتمر وتدميره . ولو كان هؤلاء العفافيش لهم علاقة بمؤسس المؤتمر لأدركوا أن أعظم حدث شارك في صناعته المؤتمر هو يوم الثاني والعشرين من مايو ١٩٩٠ وشارك في الحفاظ عليه يوم ٢١ مايو ١٩٩٤ ، يوم اكتشف الخطر الحقيقي الذي يهدد الوطن بأكمله ويتجاوز حدود تهديد الدولة ومؤسساتها الشرعية .
اكتشف المؤتمر ومعه القوى السياسية والشعب اليمني بأكمله أن المسألة أكبر وأعمق من إعلان الانفصال ، لأن ذلك الأمر كان يمكن احتماله والتعامل معه لفترة زمنية محددة ، لكن الإحساس الوطني بخطورة الانفصال كان يخشى تقسيم اليمن إلى فسطاطين ينازعان بعضهما العداء وتهيئة الأجواء لحرب أهلية تدمر الوحدة الوطنية ، كما هو حاصل اليوم .
وها نحن اليوم أمام هؤلاء الأدعياء يتغنون بأفعال الإمارات التدميرية ويشحذون أسلحتهم لمواجهة من ينتقدها ويصطفون مع الانفصاليين ضد ثوابت المؤتمر الوطنية . هؤلاء لا يدمرون المؤتمر فحسب ، بل يدمرون الوحدة الوطنية لأنهم يعتبرون أي مقاتل داخل الجيش الوطني على أي أرض جنوبية هو إخواني وعميل مع قطر . لأنهم لا يؤمنون بالجمهورية اليمنية ولو كانوا يؤمنون بها لعرفوا أن حدود الجمهورية هي أرض الحركة لهذا الجيش .
اضف تعليقك على المقال