ارسال بالايميل :
5537
محمد قشمر
احتلت جائحة كورونا قائمة اهتمام العالم وعلى كل الأصعدة ، ولم يكن العالم بشقيه المتحضر واللا متحضر على موعد مع جائحة شكلت وتشكل خطر على العالم بلا استثناء ، طبعاً هذا مع مراعاتنا لكل النظريات التي تتحدث عن المؤامرة في الموضوع ، وأيضا مراعاتنا لكل الأسباب الأخرى التي تؤدي الى الوفيات في عالم الفقراء سواءً من الجوع أو الأوبئة ، إلا أن هذه الجائحة حظت بالتغطية العالمية لأن الأقوياء أصابهم الضرر الكبير من حيث العدى واللإصابة ، أو من حيث الوفيات ، وقد تكون هذه الاسباب هي المحور في اهتمام العالم الأول بالوباء على الصعيد العالمي لأنها من اوائل المتضررين به ،وبالتالي يجب عليها وجوباً السعي الحثيث لمكافحة هذه الجائحة والقضاء عليها وبذل أقصى الجهود مع كل دول العالم وبذل الاموال لأجل ذلك .
بلدنا اليمن عانت خلال ست سنوات من كوارث إنسانية تم تصنيفها انها الأقسى والأسوء على مستوى العالم ، والحقيقية المظلمة ان العالم رغم تصريحه بهذا الكلام إلا أنه ظل ساعياً دون تقدم لإيجاد حلول تناسبهم لا تناسب السلام الذي ننشده ، لهذا استمرت الحرب واستمرت الماسي .
في فترة الحرب أنتشرت في اليمن الكثير من الأوبئة التي لم يلقي لها العالم بالاً ، أو لم يلقي لها العالم الاهتمام الذي يجب ، فحصد الوباء الاف الأروح وكان مستوى الإجابة لتلك الماسي لا يرقى لمستوى الإنسانية ولا يرقي لمستوى مكافحة تلك الأوبئة حتى بالصورة الأدنى لها ، ظهرت وانتشرت الأوبئة والأمراض وقطفت خيرة أبناء اليمن من الصغار والكبار من الذكور والإناث.
وهذه الأيام انضم فيروس كورونا لقائمة الأوبئة التي حطت رحالها في الأرض اليمنية ، لن نقول بأن اليمن لا تمتلك البنية الصحية التي تمكنها من الصمود لمدةٍ قصيرة ، لأن البنية التحتية في القطاع الصحي من أسوء البنى على مستوى العالم من قبل الحرب فكيف ستكون في وقت الحرب .
أعلم ان المجتمع الدولي سيقدم المعونات المختلفة لمواجهة وباء كورونا كون الفيروس هذا عابر للقارات والقضاء عليه يجب ان يكون بجهد عالمي لأن العالم كله متضرر، ووجود بؤرة في أي منطقة من العالم يمكن أن تكون سبباً في اعادته وتكرار ما حصل من حصد مخيف للأروح وتقيد او تدمير للاقتصادات العالمية، لكن المؤلم أن لا نجد قيادة قادرة على مواجهة الوباء فكراً ومعرفة واخلاصاً ، مواجهة الكوارث والأوبئة تحتاج الى أشخاص يؤمنون بقدرهم وشعوبهم وعندهم الاستعداد المطلق للإنتصار في مثل هذه المعارك ، وحسب ظني ان هؤلاء الأشخاص حالياً غير متوفرين في مركز القيادة والمسؤولية مهما تحدثوا عبر وسائل الإعلام .
عدن بعد الأمطار دخلت في عالم مهول من الاهمال وتصدر الوباء مشهد لم نكن نحن اليمنيون أن نتوقع حدوثه في عدن ولم نشهد هبة حكومية لنجدتها ولم نجد هبة انتقالي لنجدتها ونجدة ابنائها وهذا المشهد رسم لنا صورة مصغرة عن إدارة الأزمات المنعدم في زمن الصراعات المسلحة .
هذا لا يعني ان اليمن فقيرة بالعلماء والمبدعين والمخلصين ، هي تفتقر الان لمن يجيد حب الأرض والبشر أكثر من حب الذات .
اليمن اليوم وقعت بين رحى الحرب وسنديان الأوبئة منها ما ظهر في عدن من الأوبئة ما قيل انها الطاعون الرئوي وهو شديد الخطر وكورونا ، والمواطن جزء مهم من المشكلة لأنه دائماً يبحث عن من ينقذه دون وجود مبادرات حقيقية يمكن أن تساعد في تغير الواقع ولو بنسبةٍ صغيرة .
اليوم كورونا والطاعون الرئوي وغيرهم من الأوبئة لن يسمعوا العويل ولا الصراخ ، وبالتالي يجب على الجميع إلمبادرة لاتخاذ خطوات إيجابية في التوعية المجتمعية من مخاطر هذا الفيروس الخطير وتلك الأوبئة والبدأ باتخاذ كل التدابير الممكنة في مواجهتها، والاستفادة من التجارب التي سبقتنا كثيرة ولن نخسر شيئاً لو صدقنا أن هذا الفيروس لا يرحم وان الحكمة تفرض علينا اتباع كل الارشادات التي تعلمنا من الغير كيف نواجهه.
يكفي اليمن من الوباء والحرب ما هي فيه ، وإن لم نستطع أن نخفف وطأة الحرب ، فلنخفف من وطأة وباء كورونا وأي وباء نستطيع أن نقاومه بجهودنا وبإمكانيتنا المتاحة وبالتزامنا واحترامنا لما تبقى من إنسانيتنا .
اضف تعليقك على المقال