ارسال بالايميل :
7111
عمر الحار
مثل قيام واشهار الائتلاف الوطني الجنوبي بارقة امل في نفوس القوى الوطنية الجنوبية المناهضة لمشاريع الانقلاب في كل من صنعاء وعدن ، واحياء فيهم روح التحدي و النضال لهذه المشاريع المدمرة لحاضر ومستقبل اليمن ، وعزز ثقتهم في امكانية الحفاظ على الهوية الوطنية الجامعة لشعب اليمني الواحد وصعد من مواقفهم و مقاومتهم المعلنة لمحاولة انقلابي عدن السيطرة والاستحواذ على كل شاردة وواردة في جنوب اليمن وكتم وخنق انفاسه الوطنية حتى الموت .
قيام الائتلاف حدث وطني هام يستحق الاشادة على اكثر من صعيد ، وما تساؤلي الافتراضي عنه اليوم بمذمة او رمية بالتقصير في تأدية الادوار والوظائف المنتظر قيامه بها وبالذات في هذه المرحلة التي تمليء على كل القوى الوطنية شحذ الهمم ، والاستعداد لمواجهة تحدياتها العاصفة باليمن من كل اتجاه .
الائتلاف الوليد تخلق من جينات وتربة وطنية خالصة لا شائبة فيها ، وانبثق نوره الابلج المبين في عدن وخطى اول خطواته قي سيئون حضرموت واستقام على رجليه وانطلق بقوة في شبوة .
وهذه من المسلمات الاساسية في حقيقة الائتلاف وحياته ، ولا يمكن الانتقاص منها باي حال من الاحوال .، الان ان جمودة التنظيمي وتراجع حركته السياسية واضحة وتثير اكثر من سؤال بل ربما كانت مثار لمخاوف قواعده وانصاره ، فاي تراجع للقوى الوطنية الوليدة في هذه المرحلة من الطبيعي ان يلحق بها افداح الاخطار خاصة على صعيد حضورها في قلب المشهد ، وتعرض ثقة جماهيريها وشعبيتها لهزات عنيفة ، يصعب استعادتها لمكانتها بسهولة .
ونحن ننظر للائتلاف كحالة سياسية استثنائية ونادرة الحدوث في هذه المرحلة ، وينبغي عليه مواصلة النهوض بوظائفه الوطنية ومواجهة التحديات التي خلق من اجلها وفي عز النهار .، واي تقهقر للائتلاف في هذه المرحلة الحرجة امرا غير مقبول لانها بطبيعتها صدامية ولا يمكن نقل صراعاتها الى المسارات المغلقة .
ولا اريد الذهاب في التشاؤم الى ابعد من هذا الخط الملتهب بالظنون والمخاوف من التأثيرات السلبية لهذه الملاحظات على التجربة السياسية الوليدة للائتلاف ودوره المامؤل في التسوية السياسية للازمة ، وكان لزما عليه ان ينبري وبقوة لتأدية المهام الوطنية العظيمة التي شملها برنامج عمله الوطني ، والانطلاق من شرنقة الولادة والتأسيس الى مضمار النضال السياسي الجماهير المباشر والدؤوب والقادر على تغيير موازين اللعبة السياسية في الجنوب ، والعمل على تحجيم القوى الانتهازية التي ولدتها العمالة في هذه المرحلة وتسعى لاستعادة دكتاتورية النظام الشمولي برائحته الجهوية العفنة .
مطلوب من الائتلاف الافاقة من غفتله القاتلة والتحرك بسرعة البرق الى معتركات النضال الوطني المتسمة بصلابة المواقف حتى يكون له موطن قدم راسخة في مجريات الاحداث ويصبح مؤثرا وموجها لها وتجييرها لما يخدم مصالح الوطن والمواطن .
ركون الائتلاف الى مرحلة التأسيس والاكتفاء بمواسم ومظاهر اشهاره ، قد تقوده الى شيخوخة سياسية مبكرة تصيبة بالكساح التنظيمي غير المحتمل مع مرور الوقت ، وهذه الاعراض قد تتسب في اقصائه لا اراديا عن ركب المشاركة في المتغيرات والاحداث الدراماتيكية التي تشهدها الساحة اليمنية وبالذات في الجنوب منها .
وعادة لا يقاس حجم المكونات الجماهيرية الكبرى بتاريخ نشوءها ولكن بافعالها على الارض .
اضف تعليقك على المقال