ارسال بالايميل :
310
محمد قشمر
أصبح الحديث عن السلام في اليمن ووقف الحرب او على أقل تقدير وقف دائم لإطلاق النار مرتبط ارتباط وثيق بما يريده الغرب، لا بما يريده عشاق السلام، عندما أتحدث عن الغرب اقصد به بريطانيا على وجه الخصوص التي تسعى لفرض واقع لا يتلاءم مع ابجديات السلام الذي يجب أن يكون، والذي يجب أن يكون أيضاً بناءً على المواثيق الدولية التي تدعوا الى السلام.
المعنى الأكثر وضوحاً حاليا ً للسلام هو أن يكون هناك انكسار مطلق من قبل الشرعية للمطالب الحوثية المدعومة من أقبية السياسة البريطانية، بحيث يكون السلام الذي يدعون اليه سلاماً صورياً تستسلم فيه الشرعية المنهكة وكل الحقوق والحريات تحت الوية القمع الحوثية، لتكون هناك دولة مشوهة فكرياً وإنسانياً. الحقيقة المرة أن هذا الشكل من السلام ينتج آثار تخدم التشظي والضعف والوهن الذي يساهم في تمكين أصحاب المصالح العابرة للحدود من بسط أيديهم على كل ما يريدون، وبالتالي يتحكمون بمصير الشعوب وثرواتهم، بل ويسخرونها لتحقيق مصالحهم وشعوبهم على حساب مصالح أصحاب الحق، بل على حساب الإنسانية وعلى حساب المواثيق الدولية التي تتحدث عن الإنسانية وعن القرارات الدولية التي صدرت من مجلس الأمن بهدف تعزيز الأمن والسلم الدوليين.
مسار السلام في اليمن اليوم اصطدم بالصخرة البريطانية التي استطاعت ان تسخر المبعوث الدولي لتحقيقي الاتجاهات التي خطتها، وتمكين الانقلاب من بسط سيطرته على ما تحت يده من أرض ليكون الأقوى على الأرض رغم هشاشته، ثم بعد ذلك تستخدم العصى والجزرة بين الأطراف جميعاً بحيث يبقى الوضع على ما هو عليه ليكون فرض السلام المشبوه والمشوه أمراً واقعاً يخدم أجندات عدم الاستقرار في المنطقة عموماً.
أصبح الجميع يدرك أن هناك مخططات خارجية تم رسمها بعناية، وأن هذه الفترة على وجه الخصوص والتي تلقى فيها محافظة مأرب اليمنية والجوف الهجوم الشرس لإسقاطها من أجل استكمال المخطط الذي يستهدف انهاء مؤتمر الحوار الوطني، والنتائج التي خرج بها كما يهدف الى التخلي كلياً عن القرارات الدولية ومن أهمها القرار 2216 لتأتي مرحلة جديدة من شراكة بين أعداء اخوة فرضت عليهم بريطانيا أن يقفوا بين أيديها مجندين لخدمتها وتسخير كل امكانياتهم لبقاء السلام معلقاً بشعرة مارتن الذي حقق نصره الدبلوماسي على السلام وعلى الإنسانية وعلى أطفال اليمن وعلى القيم المجتمعية الدولية والحقوقية .
الحقيقة الأخرى أيضاً أن ما يمنع من سقوط اليمن في تلك الهوة التي أعدها المبعوثين الدوليين برعاية بريطانيا هو وجود يمنيين شرفاء في الجيش الوطني ورجال القائل ومن ساند نفسه ووطنه برفضه كل هذه الترهات والمخططات الدولية والذين قاتلوا من أجل ان تعود اليمن الحرة حرة كما كانت رغم أنها الان لا تتمتع بالاستقلال ولا الحرية الحقيقية الا في بعض المناطق، لكن العموم اليمني مازال قابعاً تحت الاحتلالين داخلي وخارجي تحت مسمى الوصاية الناتج عن الفضل السابع.
اذا استمرت الكوكبة التي تقاتل بالسلاح وبالقلم في ثباتها وصمودها فإنها هي فقط من يمكنها أن تعيد مسار السلام الحقيقي إلى وضعه الطبيعي، بل وهي ذاتها من يمكنها أن تكسر المخطط البريطاني لتفرض واقعاً جديداً.
انا ايضاً لا أعمل ما هو إلا أني أثق أنه سيكون مشرفاً واساساً لبناء اليمن الذي نريده نحن بالسلام الذي نحبه جميعاً لا بالسلام الذي تفرضه الأجندات الممسوخة المشوهة التي لا تعترف بالحق ولا بالإنسانية ولا بالمواثيق الدولية.
اضف تعليقك على المقال