ارسال بالايميل :
1691
محمد قشمر
المعارك الدبلوماسية تعتبر من أهم المعارك التي تخوضها الدول في وقت السلم ووقت الحرب، ومن خلالها يمكن تحقيق الكثير للدول التي تجيد استخدام كافة الأسلحة الدبلوماسية والسياسية، مما قد يساهم في استقرار ونمو الدولة التي يحميها ويقود معاركها الدبلوماسية ابطال في هذا المجال، يقدسون أوطانهم ويبذلون كل طاقتهم ووقتهم وجهدهم لخدمة اوطانهم في عملهم الدبلوماسي ومن كل المواقع وفي كل المنابر الإقليمية والدولية.
اليمن تمر بأسوأ حالة دبلوماسية لها منذ قيام الثورة اليمنية في عام 1962 م ، وقد تربع على كرسي وزارة الخارجية اليمنية خلال فترةٍ زمنيةٍ وجيزةٍ العديد من الدبلوماسيين اليمنيين الذين نؤكد بل يؤكد الواقع أنهم ما استطاعوا أن يقدموا ما يمكن أن يذكر في الجانب الدبلوماسي والسياسي لليمن حكومة وشعباً ، الواقع يقول ذلك ، لا ابحث عن مبررات لهم ولا عن مسببات ، فقط اتحدث عن واقع.
انتقلت الحقيبة الى محمد الحضرمي، الدبلوماسي اليمني الذي لا يُعدُ غريباً عن ازقة الدبلوماسية الدولية، انتقلت اليه حقيبة وزارة الخارجية بكل أعبائها ومشاكلها وهمومها وضعفها ووهنها، نعرف ان من تحدثوا عن دوره كثير، ولكنا ننتظر ان تبرز بعض الحلول التي يحتاجها المواطن اليمني في خارج الوطن ، ننتظر أن يُفَعِل الوزير المتمرس بعمله الدبلوماسي السفارات اليمنية على أقل تقدير في المحيط العربي فقط ، رغم أنه يستطيع أن يقدم الكثير عبر السفارات اليمنية في الاتحاد الأوروبي لكافة القضايا اليمنية الدبلوماسية والحقوقية والإنسانية والإغاثية.
يجب ان يدرك معالي الوزير انه تحمل عبء ليس بالهين وان الكثير ينظرون اليه متأملين أن يحقق شيئاً لكرامة اليمني في الخارج والداخل ، السفارات اليمنية أصبحت عبارة عن عبء على كاهل الحكومية تأخذ ولا تعطي وتنهك التاريخ السياسي اليمني، إلا النزح اليسير من السفراء الأحرار الذين يحملون هم الوطن في قلوبهم، ويدركون الوضع المأساوي الذي تعيشه اليمن أرضاً وقيادةً وحكومةً وشعباً، فقط القليل من السفراء الذين يعلمون أن عملهم كسفراء في هذه الفترة الزمنية الحرجة كمهمةٍ يجب أن تكون فدائية، يضحي براحته وجهده من أجل أن يحقق انتصاراً في معركتنا السياسية والدبلوماسية التي لم ننتصر في أغلبها حتى الان .
الدبلوماسيين اليمنيين المخضرمين ومنهم الوزير الحضرمي ليسوا عاجزين عن تقديم نجاح سيخلدهم التاريخ به كمقاتلين من الطراز الدبلوماسي الذي نجح في كسر حالة الانكسار والتخبط السياسي اليمني والدبلوماسي عربياً ودولياً. يمكن للخارجية اليمنية إن رغبت في ذلك ان تقود معركة شرسة، أنا أثق ثقةً لا حدود لها أنهم سينتصرون فيها وسيقدمون للمقاتلين العسكريين في الميادين الكثير من الأمل أن هناك معارك أخرى تساندهم وتنتصر لثباتهم.
صفة وزير لم تكن يوماً صفة تَرَفِيَةً ولا صفةً جهويةً وليست أداةً للسياحة والتجوال على حساب شعب يموت ووطن يغتصب .
اثق أن الحضرمي قادر لو حزم الأمر أن ينتصر لنا جميعاً، وأن يكون عوناً حقيقياً من خلال السفراء لكل أبناء اليمن، كما اثق أنه يمكن أن ينتصر لتعز ويفك حصارها كما رُفِع الحصار عن مطار صنعاء لتبقى تعز رهينة الفشل الدبلوماسي والعسكري اليمني.
أيها الوزير الحضرمي: ننتظر منك قراراً شجاعا حول عمل السفارات اليمنية والسفراء ولا خير في من لم يراعي الوطن في هذه الفترة.
اضف تعليقك على المقال