ارسال بالايميل :
5524
محمد قشمر
ازدادت حالات قصف مواقع الجيش الوطني في مأرب بشكل أصبح يدعو للقلق، وأصبحت الأصوات ترتفع عن إمكانية الحوثيين اسقاط مأرب والجوف وإخضاع ما تبقي من الجمهورية لثوب الإمامة.
أكثر ما يثير قلق الكثير وانا منهم هو عدم وجود جدية حقيقية من قبل قيادة الشرعية واتخاذ موقف بطولي يمكن ان يحفظ الوطن من الضياع والتقسيم والتجزئة الذي لن يخدم احداً في المنطقة العربية بقدر ما سيخدم الاجندات الغربية والقوى الاستعمارية التي عادت لمزاولة هوايتها الاستعمارية بطريقة جديدة وبأيدي يمنية.
كل ذلك القصف المختلف للجيش الوطني لا يمكن أن يقتل اليمن وهذه حقيقة، لأن من يضر اليمن ليس القصف ولكن الخذلان الذي قد يواجهه الجيش اليمني من قبل قيادته الشرعية.
الأمر يذكرني بفترة الاجتياح 2014 من قبل تتار اليوم الحوثيون عندما اجتاحوا مدن اليمن والجيش اليمن يصرح بأنه واقف على الحياد، والكل يعلم أنه كان ينفذ أجندات، والكل يعلم أيضا ً انه فشل وان الأجندات لم تتحقق لكن ما تحقق هو تدمير حقيقي لليمن ولمقدرات اليمن ولجيش اليمن ولشعب اليمن وإيجاد ذراع إيرانية تخدد المنطقة بأكملها وتهدد الجوار والملاحة العالمية.
الان نبكي على الأطلال ثم نعاود الكرة بترك الجيش يُقهر بقتل فلذة اكبادنا الذين بذلوا ارواحهم من أجل حماية الوطن، نتألم لأنهم قتلوا ولكن ليس على الجبهات وهم يواجهون أعداء اليمن والإنسانية، بل لأنهم قتلوا لأنهم يريدون أن يواجهوا أعداء اليمن والجوار والإنسانية.
قيادة الدولة لم تستطع أن تقنع اليمنيين أنها اتخذت ما يجب اتخاذه تجاه هذه الجرائم وأقل ما يجب اتخاذه هو إيجاد تحقيق يفضي إلى حقيقة تقول إن الصواريخ كانت من قبل الحوثيون ثم تطلق أيدي الأبطال لتحرير أنفسهم من هوان الموت وتلقيه من المجرمين دون رد.
ضبط النفس في مثل هذه الحالات عبارة عن عبث في أحس الأحوال، وفي اسوئها تكون نوعاً من أنواع الخيانة التي سيحاسب التاريخ من مارسها.
اليمن لن تموت رغم كل ما بها من وجع وألم ، لكنها ستكتب في جنباتها أن من حاول قتلها هم أبنائها الذين تركوها تنزف خيرة أبنائها وهم ينظرون.
لن تنتهي الحكاية ولن تنخفض أصوات المدافع ولا القصف من قبل أعداء اليمن لأنهم وجدوا أن ردات الفعل لن تعدو ان تكون أكثر من اتصال لأخذ الحيطة والحذر.
الجيش الوطني لا يحكم مأرب فقط والجيش اليمني ليس ملكاً لفئة أو حزب وأبناء القوات المسلحة ليس مرتزقة كما يقول الانقلابيون الحوثيون ليمرروا مشروعهم الأعمى الشخصي الضيق على أبناء اليمن، الجيش الوطن نواة شرف لا يموت وبذرة وطن ستنمو بدماء أبناء اليمن، تلك الدماء الزكية الطاهرة التي مازالت تروي كل شبر من أرض اليمن الحر الابي.
اضف تعليقك على المقال