✒عبدالخالق سيف
(منى علي) أحبت وغنت للسلال والحمدي ، وصالح أهملها بسبب زوجته في صنعاء
# كان أسمها غانية من إب العدين
# كتب لها الشاعر الفضول وغنت له قبل أيوب وبسببها تعارف أيوب والنعمان
# تزوجت! وتزوجت! وسافرت السعودية وأخر أزواجها التهامي الذي كان يصغرها كثيرا
# تعلمت منى علي الفن وتشربت بتراث وفنون تعز على يد سيدة الحجرية المجهولة ( آمنة علي ) !
ــــــــــــ ــــــــــــ ــــــــــــ
كثيرة هي التفاصيل في حياة مشقر تعز وسيدة الزفة اليمنية الفنانة الكبيرة والراحلة منى علي وتحتاج لمنشورات متتالية للإحاطة بسيرتها المزدحمة بالجمال والتراث والألم
فــ غانية التي أصبحت منى علي ولدت عام 1935في إحدى قرى العدين إب وربتْ غانية يتيمة الأم إلا أنها ترعرت على حبها الكبير لروح القرية وفنونها التي تشرق كل صباح من مهاجل وأهازيج الناس واغاني واناشيد أفراحها وأصبحت البنت غانية فتاة البئر المطربة حيث كانت هناك تصدح بصوتها وفوق رأسها (هندة الماء) وحولها صويحباتها المفتونات بصوتها
وكانت صوت الفرح في القرية وصوت النساء في أعراسهن وأجمل من يقدم الزفة العدينية
إلا أن أبوها كان يرى عكس ذلك بسبب خالتها وككل القصص الحزينةلم تكن خالتها تريدها أن تمتهن الغناء في أفراح النساء بالقرية من باب العيب وانتقاص الفن
وأمام كل الضغوطات والتهديدات تمسكت غانية بحلمها وبعشقها للفن وارتحلت على الأقدام هي وزوجها الشاب إلى تعز
وضاقت بها السبل وهي تبحث عمن يقف معها لتحقيق حلمها وهذا ما أوصلها إلى الأم الروحية لها وهي السيدة (أمنة علي) العجوز
الحُجريّة وساكنة وادي المدام في تعز
( سأجتهد كثيرا لأعرف عنها تفاصيل أكثر ) وكانت هذه السيدة المجهولة تمتلك صوتا جميل وتمتلك معرفة كبيرة بالفن واشكاله ومن خلالها تعلمت الشابة منى علي كل فنون واهازيج تعز وتشربت بالملالاة التعزية وتفوقت فيها حتى أصبحت سيدتها بلا منازع وكان أول ما أنتشرلها عبر أستاذتها آمنة علي
كلمات معبرة تشبه الإعلان عنها وعن إسمها الفني الجديد منى علي
منى علي تطرب لكل ولهان
لاسامحه من خرّج الكُرستان
من مشورة عرف الهوى يشوّق
يوم الخميس ملعون من يشرّق
وأصبحت الغانية حديث الجميع وأنيسهم في كل مشاعر الحياة المختلفة وأصبحوا يتقاسمون غنائها مع شربهم وزادهم فهي وردة الحقل وكاذي الشوق ومشقر الهجر وحُمحمْ الإغتراب وصوت المشاعرالشجي
وكانت جميلة جدا وكل القلوب تهفو إليها وهذا ماعجّل بطلاقهامن أول حب لها
ووآصلت صعودها للمجد وهي كسيرة القلب وعبر تقلبات الثورات في اليمن وتعز بقي صوتها يلمع ويكبر وأحبت ثورة سبتمبر ورئيسها السلال وشدت بإسلوبها الساحر والقوي
تعز تعز وفتّحي قصورك
عبدالله السلال نزل يزورك
وكذلك أحبت الحمدي وبكت عليه شدوً ولحناً
تعز تعز أبكي على حبيبك
وودعي الحمدي مع قٌليبك
أما صالح فكنت تشعر أنه أهمالها مثلما أهمل كل شيئ جميل في تعز من فن وثقافة واقتصاد ، وترد ذلك بسبب أن زوجة صالح كانت تحب صديقتها اللدودة والفنانة القديرة تقية الطويلية وتٌقرّبها منها وكانت ضيفة دائمة عندها
ولذلك حاولوا أن يسرقوا منها لقب سيدة الزفة اليمنية وأهملوها جدا كما كانت تقول ورغم ذلك كانت تحب الفنانة تقية الطويلية وتعتبر نفسيهما تقاسمتا العناء والنجاح وأصبحتا أيقونتين للفرح
ولاشك أن الراحلة وثقت بصوتها اغاني الحب والفراق والإغتراب والعتب
وكانت كلمات أغانيها غيمة نور ومزيج معتق بين القلب والحرث تحجب عن رؤوس المزارعين هجمة الشمس
يالله رضاك والشمس لــ عيوني
أينه حبيب قلبي لا تحرموني
وكبر إسم منى علي وذاع صيتها بعد الثورتين سبتمبر واكتوبر
وأعجب بصوتها الشاعر الكبير عبدالله عبدالوهاب نعمان الفضول وكان العمل الذي لاينسى وأغنية
( روحلك بعيد ) وأشتهرت الأغنية وأصبحت فاكهة كل أذن ومن خلال هذه الأغنية أجتهد الفنان الكبير أيوب طارش عبسي للقاء الشاعر الفضول وتم اللقاء في أحد المقاهي بين العملاقيين وأرتبط الصوت واللحن الأيوبي بالكلمة النعمانية الشهية والمعبرة وبينهما تضحك الفنانة منى علي والتي إرتبطت إيضا بأيوب الفنان والإنسان والذي وقف معها حتى اللحظة الأخيرة وكانت تجله وتعتبره الأستاذ والسند لها وكانت تغني معه كما لم تغني مع احد من عمالقة الفن اليمني كالسمة والحبيشي والشميري
وفي رحلة تألقها كانت السعودية محطة مهمة في حياتها وفيها كان زواجها الثاني من أحد شخصيات تعز المعروفة وكان زواجا سريا ًبسبب أن لدية زوجة وأبناء في تعز وهناك واصلت سيدة الزفة والمشاقر نجاحها وكونت تحويشت عمرها وعادت إلى تعز وأشترت بيتها المشهور في سوق الصميل واشترت ذهبا ًوواصلت تقديم الأعراس والحفلات وتزوجت عندها من محفوظ إبن تهامة الذي كان يصغرها وماتت وهي على ذمته في عام 2009 ولم يكن لها من زيجاتها أي أطفال أبدا
وخلال رحلتها الممتدة بين الميلاد والوفاة تركت لنا الراحلة منى علي تركة فنية خالدة واصبحت أغانيها وفنها يمثل روح تعز وموروثها الشجي وأصبح صوتها فاكهة كل عاشقَين يحلمان بعرس يبدأ من زفتها ولاينتهي أبداً بساعة الرحمن بل يمتد ليحتضن العمر كله
رحم الله الفنانة الكبيرةمنى علي والتي أصبحت قصة للفرح نسمعها كل يوم في تعز وفي كل مدائن اليمن
ومازالت هناك تفاصيل كثيرة لم أتطرق
لها
لكنني أعدكم في المرة المقبلة أن أخبركم عن قصة متوهجه عن الكبيرة منى علي التي زفتني بصوتها المتوهج والمتعب في عرسي الثاني وعن قصة خاصة جدا أبطالها الفنانة منى علي والفنانة تقية الطويلية والسنباطي وبليغ حمدي والأستاذ خالد الرويشان
لا تستغربوا ذلك ?
وإلى موعد وقصة أخرى نصافح فيها أرواح المشاقر ورفرفات الخالدين في تعز والوطن.
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=155177788371883&id=100016389884074
اضف تعليقك على الخبر