منوعات

في اليوم العالمي للعصا البيضاء .. ماذا تعرف عنها ؟

 

ظهرت العصا الخاصة بالمكفوفين في الرسوم الفرعونية القديمة أما في العصر الحديث فتشير المصادر التاريخية إلى العام 1921 عندما صمم البريطاني “Biggs James” العصا البيضاء والتي ما زالت تستخدم في الوقت الحالي ، وكان هذا المصور قد فقد بصره بعد تعرضه لحادث واحتاج إلى أداة تساعده على التنقل والحركة.

وسبب اختياره للون الأبيض هو تمكين الآخرين من رؤية العصا بوضوح حيث أن اللون الأبيض أكثر وضوحاً للمارة والسائقين. وفي عام 1931 أسست إحدى سيدات المجتمع الفرنسي وتدعى” Peguilly d,Herbemont” حركة العصا البيضاء وكانت هذه السيدة قد خصصت كل جهدها ووقتها لصالح المكفوفين ولاحظت مدى صعوبة حركة المكفوفين على الطرق وفي الأماكن العامة بعد أن تزايدت أعداد المركبات وبسبب رغبتها الشديدة في دمج المكفوفين في المجتمع وتزويدهم بوسائل تساعدهم على الحركة والتنقل بحرية وتجلب انتباه الآخرين لمساعدتهم على عبور الشارع فكتبت إلى إحدى الصحف اليومية وطالبت بأن يتم السماح للمكفوفين في باريس بحمل عصا بيضاء مماثلة لتلك التي يحملها رجال الشرطة الذين ينظمون المرور في شوارع باريس وأيد هذه الفكرة عدد كبير من قراء الصحيفة وأيدها كذلك عدد من الوزراء وبذلك تم تزويد جميع فاقدي البصر في باريس بعصا بيضاء. ومن ثم انتشرت هذه العصا في المدن الأوروبية الأخرى وتم توزيعها على عدد كبير من فاقدي البصر.

وفي عام 1964 أقر الرئيس الأميركي ليندون جونسون اعتبار السادس من شهر تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام اليوم الوطني للعصا البيضاء في الولايات المتحدة .بعد ذلك بستة سنوات وفي عام 1970 تم تحديد الخامس عشر من تشرين الأول/ أكتوبر واعتباره اليوم العالمي للعصا البيضاء وذلك من قبل الاتحاد الدولي للمكفوفين.

قانون العصا البيضاء:

على الرغم من اختلاف الأنظمة والتشريعات المتعلقة بالمعاقين من بلد إلى آخر إلا أن الاتحاد الدولي للمكفوفين قد أقر بأن يكون للمكفوفين نفس الحقوق التي يتمتع بها الأفراد الآخرين في المجتمع .

والتي من أهمها حرية الأشخاص الذين يستخدمون العصا البيضاء في التنقل وفي ارتياد الأماكن العامة وأن يحملوا هذه الأداة أثناء دخولهم المسارح والمطاعم والمتاحف والحافلات العامة والقطارات والطائرات وجميع الأماكن العامة الأخرى المتاحة للمبصرين. وهناك أنظمة تشريعية في بعض البلدان تمنع غير المكفوف من حمل العصا البيضاء الخاصة بالمكفوفين وتعاقب من يقوم بهذا العمل بالسجن أو الغرامة.

استخداماتها:

تعدد استخدامات العصا البيضاء ، فالمكفوف يستخدمها في واحد أو أكثر من الاستخدامات التالية :

– معرفة نوع وخصائص الأرض التي يسير عليها.

– تحديد نوع وحجم ومساحة العوائق أو العقبات الموجودة في الطريق وبالتالي تجنبهاع وعدم الاصطدام بها أو الوقوع في الحفر في حالة وجودها.

– تحديد مسار السير والتوجه في المكان وتحديد عرض الطريق أو اتساعه.

– التمكن من تتبع الأرصفة والجدران أثناء السير وتتبع بعض العلامات الخاصة التي توضع للمكفوفين مثل تلك العلامات الأرضية التي توضع في أرصفة القطارات أو الحافلات.

– جلب انتباه الآخرين وتعريفهم بان الشخص مكفوف وبالتالي تقديم مساعدة له أو تجنيبه من الاصطدام بعائق أو التخفيف من سرعة قيادة المركبة لتمكينه من عبور الطريق وغير ذلك من الأمور التي قد يحتاجها المكفوف.

أنواعها:

لقد درجت العادة أن يتم تقسيم العصي البيضاء إلى خمس فئات بناء على وظيفتها أو الهدف من استخدامها والشكل الذي تأخذه . وهذه الأنواع هي:

– العصا البيضاء التقليدية : وتعرف بمسمى »عصا هوفر« وهي عصا طويلة يستخدمها ضعاف البصر والمكفوفين ومصممة لتسهيل حركة المستخدم ويعتمد طولها على طول المستخدم لذلك فهي تختلف من شخص إلى آخر وغالبا ما يكون طولها يوازي المسافة بين الجزء الأسفل من القفص الصدري للمستخدم والأرض، يستطيع المكفوف من خلالها اكتشاف العوائق أو العقبات التي تعترض طريقه وتجنب الاصطدام بها ، ويأخذ شكل أطراف هذا النوع من العصي أشكالا متنوعة فقد تكون مدببة الشكل أو مخروطية أو كروية.

– العصا الرمزية وهي عصا خاصة لا يتوفر بها شروط العصا البيضاء بشكل كامل وتستخدم للتعريف بأن حاملها معاق بصريا، وغالبا ما تكون خفيفة الوزن وأقصر من العصا التقليدية .

– العصا المساندة وهي عصا مصممة بشكل خاص لكي تمكن المستخدم من التوازن بشكل أفضل أثناء الحركة وغالبا ما تصنع من مواد صلبة أو تكون خشبية لكي تتحمل الاتكاء عليها . فائدة هذا النوع من العصي في التعرف على العوائق قليلة.

– العصا الإرشادية: يكون طول هذا النوع من العصي إلى ما فوق الخصر بقليل ويستخدمها المكفوفون لمعرفة نوع وتضاريس الأرض التي يسيرون عليها وتحديد حواف الرصيف أو درجات السلم. تصنع في العادة من الألمنيوم.

– عصا التضاريس الخاصة: وهي عصا مقوسة الشكل يستخدمها المكفوف في الأماكن الوعرة والطرق الصخرية وفي الأماكن التي لا يمكن أن تستخدم بها العصا التقليدية ويصل طولها إلى ما فوق الجزء الأعلى من القفص الصدري.

ومع التطور التكنولوجي الذي نشهده في العصر الحالي ظهر ما يعرف بالعصا الالكترونية وهي عصا خاصة تصدر موجات صوتية يتم تحويلها إلى اهتزازات معينة يشعر بها المكفوف براحة يده عند الاصطدام بعائق أو عقبة معينة ، وتستطيع هذه العصا استكشاف العوائق على بعد خمسة أمتار وذلك في جميع الاتجاهات.

وهذه العصي السابق ذكرها تصنع من مواد مختلفة فالبعض منها يصنع من المعادن مثل الألمنيوم أو الرصاص أو معادن أخرى والبعض الآخر من العصي يصنع من اللدائن (البلاستيك) المقوى أو الخشب . وهناك جدل بين أوساط المكفوفين والعاملين معهم حول أفضلية استخدام العصي التي يمكن ثنيها (طيها) والتي هي أسهل في التخزين والحمل أو في إدخالها إلى المطعم أو الحافلة … الخ وبين العصي غير القابلة للطي والتي تكون امتن وتعمر لفترة طويلة.

ومن المهم أن نشير هنا إلى أن العصا البيضاء ترمز إلى المكفوفين فقط بينما العصا البيضاء مع شريط أحمر يوضع على الجزء السفلي من العصا فهو يرمز إلى معاناة الشخص من فقدان البصر مع الصمم أو ضعف السمع.

وبغض النظر عن نوع وشكل العصا البيضاء إلا أنها أصبحت رمزا لاستقلالية الكفيف ولقدرته على التحرك والعمل والاندماج في المجتمع مثله مثل الأفراد الآخرين ، فهي ترشده إلى الاتجاهات والحواجز والعوائق وتغنيه عن لمس أشياء قد يكون من الصعب أو الخطر لمسها وبذلك فهي تحميه من كثير من الأضرار، بالإضافة إلى تزويده بمعلومات كثيرة يفتقدها بسبب افتقاده لحاسة البصر وبسبب عجز الحواس الأخرى عن تزويده به.

ولأهمية هذه المناسبة ندعو أفراد المجتمع أن ينظروا إلى العصا البيضاء على أنها اعتراف صريح بحرية الكفيف في التحرك والتنقل والعمل والسير في الأماكن العامة وفي ارتياد الأماكن العامة التي يرتادها الآخرين، وعلى اعتبار هذه العصا رمزا للكفيف وتقديم المساعدة له عندما يكون في حاجة لهذه المساعدة.

الجمعية اليمنية لرعاية وتأهيل المكفوفين #اليوم_العالمي_للعصا_البيضاء #العصا_البيضاء_عين_الكفيف_وثقافة_مجتمع
#أعطني_فرصة_أنا_أستطيع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى