ارسال بالايميل :
3177
الكاتب : عمر الحار
لم يبق شي في هذا الوطن لم يذبحوه ، الثورة ، الجمهورية ، الوطن ، المواطن ، الثقافة ، الوعي ، الهوية .
فعن اي شيئٍ يمكن الحديث اليوم عن بلاد تصفر فيها رياح الضياع ، عن بلاد بلا مواطن ، بلا كرامة ، بلا سيادة ، فعندما تسقط الهوية يموت المواطن ويسرق وطن .
وسبق لعراف اليمن و شاعرها الكبير المقالح ان تنبأ بقدوم عصر المناشير ، وثقافة المناشير ، وغياب صوت المثقف وكتاب المقالات فلا ناقة لهم ولا جمل في عالم المناشير الذي يخلق جيله بطريقة تفاعلية غريبة ، وقبيل وفاته بسنتين رحمة الله عليه عاد الدكتور الفيلسوف واعترف بهزيمة المدارس والجامعات ، ووسائل الاعلام في صناعة الثقافة الوطنية والوعي الوطني رغم التعبئة اليومية لها زها ستون عام . اي ذهاب تربية ثلاثة اجيال ثورية ادراج الرياح . بل انغماس اياديهم في هدر دم الثورة وقتل الوطن .
تحققت النبوءة و جاءنا جيلٌ ولله الحمد دارس في ارقى الجامعات ونال اعلى الشهادات ، و تفتحت عيناه على عصر المناشير التي انطبعت في ذهنه بطريقة غريبة ، فعنده الخبر منشور ، والمقال منشور ، والقصيدة منشور ، والبيان منشور ، والتقرير منشور ، والبحث منشور . فرحمة ربي من جيل المناشير التي اجتزت بعنفها الدموي الثقافة والوعي والعلم وكل الفنون بضربة واحدة .
اطلعت بالامس على منشور نووي لا ادري من كاتبه لكنه مذيل بتاريخ الفاتح من ديسمبر الجاري ، و كاتبه على مايبدو من الثورجيين الجدد بتعبير اسطورة الكتابة الاكترونية فتحي بن لزرق ومن الحاصلين على حظ معين من التعليم ربما القانوني ، وقد صب جام غضبه القانوني على الهوية الوطنية الجامعة ، ودعا الى مقاطعة كل الوثائق الثبوتية لها ، مؤكدا بانها ضياع للجنوب ، وخطر داهم عليه ، وعلى القضية الوطنية والتاريخية له ، و اصيب ربما باسهال في ارسال التوصيفات والتشخيصات على الهوية اليمنية العريقة والاصيلة ، متنكرا لها و لتاريخها المشترك جملة وتفصيلا لكن ماهو مثيرا للغثيان هو التحامل على المواطن العادي من ابناء المحافظات الشمالية التي ربما عاش وتعلم فيها واليوم يتنكر لجميلها ويقلب ظهر المجن لها و يجرده عليها .
ونحن نقول لهولاء القلة الباحثين عن مصالحهم على رسلكم حافظوا على هويتكم الوطنية اليمنية الجامعة و الواحدة ، وان تكن انفصاليا او يهوديا او انجليزيا او خليجيا او سعوديا . والمطلوب منكم الدفاع عن مصالح وسيادة وقرار كل محافظة اكانت في شمال اليمن او جنوبه ، لان محاولات التنصل و اقتلاع جذور الهوية و التخلي عن مكوناتها الاساسية يعني الموت لكم من جديد .
اضف تعليقك على الخبر