يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

بلاد المناشير

الاثنين 11/ديسمبر/2023 - الساعة: 3:02 م
بلاد المناشير
  الكاتب : عمر الحار لم يبق شي في هذا الوطن لم يذبحوه ، الثورة ، الجمهورية ، الوطن ، المواطن ، الثقافة ، الوعي ، الهوية . فعن اي شيئٍ يمكن الحديث اليوم عن بلاد تصفر فيها رياح الضياع ، عن بلاد بلا مواطن ، بلا كرامة ، بلا سيادة ، فعندما تسقط الهوية يموت المواطن ويسرق وطن . وسبق لعراف اليمن و شاعرها الكبير المقالح ان تنبأ بقدوم عصر المناشير ، وثقافة المناشير ، وغياب صوت المثقف وكتاب المقالات فلا ناقة لهم ولا جمل في عالم المناشير الذي يخلق جيله بطريقة تفاعلية غريبة ، وقبيل وفاته بسنتين رحمة الله عليه  عاد الدكتور الفيلسوف واعترف بهزيمة المدارس والجامعات ، ووسائل الاعلام في صناعة الثقافة الوطنية والوعي الوطني رغم التعبئة اليومية لها زها ستون عام . اي ذهاب تربية ثلاثة اجيال ثورية ادراج الرياح . بل انغماس اياديهم في هدر دم الثورة وقتل الوطن . تحققت النبوءة و جاءنا جيلٌ ولله الحمد دارس في ارقى الجامعات ونال اعلى الشهادات ، و تفتحت عيناه على عصر المناشير التي انطبعت في ذهنه بطريقة غريبة ، فعنده الخبر منشور ، والمقال منشور ، والقصيدة منشور ، والبيان منشور ، والتقرير منشور ، والبحث منشور . فرحمة ربي من جيل المناشير التي اجتزت بعنفها الدموي الثقافة والوعي والعلم وكل الفنون بضربة واحدة . اطلعت بالامس على منشور نووي لا ادري من كاتبه لكنه مذيل بتاريخ الفاتح من ديسمبر الجاري ، و كاتبه على مايبدو من الثورجيين الجدد بتعبير اسطورة الكتابة الاكترونية فتحي بن لزرق ومن الحاصلين على حظ معين من التعليم ربما القانوني ، وقد صب جام غضبه القانوني على الهوية الوطنية الجامعة ، ودعا الى مقاطعة كل الوثائق الثبوتية لها ، مؤكدا بانها ضياع للجنوب ، وخطر داهم عليه ، وعلى القضية الوطنية والتاريخية له ، و اصيب ربما باسهال في ارسال التوصيفات والتشخيصات على الهوية اليمنية العريقة والاصيلة ، متنكرا لها و لتاريخها المشترك جملة وتفصيلا لكن ماهو مثيرا للغثيان هو التحامل على المواطن العادي من ابناء المحافظات الشمالية التي ربما عاش وتعلم فيها واليوم يتنكر لجميلها ويقلب ظهر المجن لها و يجرده عليها . ونحن نقول لهولاء القلة الباحثين عن مصالحهم على رسلكم حافظوا على هويتكم الوطنية اليمنية الجامعة و الواحدة ، وان تكن انفصاليا او يهوديا او انجليزيا او خليجيا او سعوديا . والمطلوب منكم الدفاع عن مصالح وسيادة وقرار كل محافظة اكانت في شمال اليمن او جنوبه ، لان محاولات التنصل و اقتلاع جذور الهوية و التخلي عن مكوناتها الاساسية يعني الموت لكم من جديد .

اضف تعليقك على الخبر