ارسال بالايميل :
9529
بقلم : عمر الحار
انفجرت عدن وتطايرت حمم بركان غضبها الجماهيري الحارق للطغاة، والعملاء، والفاسدين ،والمستبدين ،بعد امعانهم في خنقها بالازمات وظلمها بالممارسات المليشياوية المناهضة لروحها المدنية وحبها للنظام والقانون .
وعرفت عدن طريق انقاذها من الويلات والجحيم الذي تعيشه، وفجرتها ثورتها التي لاتبق ولاتذر اللواحة للانتقالي بسقر وبئس المستقر،لعصاباته المليشياوية التي اغرقت عدن بالجريمة والمخدرات وازدياد انتهاكات حقوق ابنائها وحرمانهم المنظم من الخدمات الاساسية وبالذات في قطاعي المياه والكهرباء ،ومعاناتهم المستمرة على كل صعيد ومواصلة تهميشهم، والتمادي في تجاهلهم ،وممارسة العنصرية والتمييز عليهم وتقليص حضورهم في مختلف مناشط الحياة العامة والخاصة،والتعامل معهم بالبطش والجبروت ومصادرة حقوقهم والاعتداء عليهم بالقتل وتغييبهم في ظلمات السجون بلا ذنب اقترفوه .
نفذ صبر المدينة واهلها وانفجر بركان غضبها هادرا ومزلزلا الارض من تحت اقدام. مليشيات الامارات القروية الحاكمة المدينة المسالمة بالجبروت والنار طيلة الست سنوات الماضية التي تجرع خلالها ابناء عدن صنوف من القهر والاذلال ،الذي لايوصف ،ولا يحتمل .
وجاء بيان المدعو الزبيدي ليصب النار على زيت ثورتها الشعبية ويزيدها اشتعالا،ويظهر قبح جهله بالنظم والقوانين المنظمة لحياة الدول والشعوب، وافتقار عناصره للمعرفة والعلم بها، مما يؤكد جهلهم وتخلفهم الاداري والقانوني الواضح والفاضح باعلان حالة الطوارئ الذي وضعهم في موقف لا يحسدون عليه بل مطالبون بالمحاسبة عليه،وهم لايعلمون بان التضحيات تذكي الثورات وتوفر مقومات النجاح الكلي لها .
صبرت عدن لما فيه الكفاية وانفجرت عقب نفاذ صبرها على هذه العناصر المارقة التي تسومها سوء العذاب،وكشفت حقيقة وجودهم الهش فيها وغير المرغوب بهم ،واعتمادهم على القوة المفرطة في التسلط عليها،وحكمها بالحديد والنار ،واذلال اهلها الطيبين والانقياء،والبسطاء الذين مسهم ضر الانتقالي في شتى مناحي الحياة.
غضبت عدن وانتفضت في وجه مغتصبي السلطات فيها،وزلزلت كيانهم الهزيل والعميل لدرجة اشعارهم بضعفهم الحقيقي،ورفضها الشعبي والقطعي لهم،وعدم قبولها بالمطلق لوجودهم فيها،وهم يمثلون من وجهة نظرها تواصلا لمظالمها التاريخية في كل المراحل .
واستدعت ثورة عدن من محمد بن زايد مغادرة ابوظبي على وجه السرعة باتجاه بريطانيا لشراء ماتبقى من خبراتها في قمع الثورات والشعوب،وربما ليستطلع نواياها الخفية ومخاوفه من اتخاذها لقرار آحادي الجانب يقضي بانتهاء فترة عمل مجلس الامارات الانقلابي في عدن .
ثارت عدن وحرك بركانها البشرية مواقف رباعية العالم واجبرها على الدعوة للسلام .
اضف تعليقك على الخبر