ارسال بالايميل :
4790
متابعات
يعد اليمن واحدة من أفقر دول العالم وأقلها استقراراً، ولا يبشر الواقع في هذا البلد الذي مزقته الحرب الأهلية بأي قصة نجاح في مواجهة وباء كورونا، ولكن بحسب التقديرات فإن اليمن نجا حتى الآن من الوباء القاتل.
وقالت صحيفة التايمز البريطانية إن أكثر الأحداث المحيرة للوباء أنه اختفى من اليمن بنفس السرعة التي جاء بها، مضيفة أنه يبدو أن دولة شُلت بسبب الحرب الأهلية والمجاعة والمرض قد تخطت بأعجوبة فيروس كورونا.
وقبل 6 أشهر كان المجتمع الدولي يخشى حدوث الأسوأ في اليمن مع بدء ظهور الإصابات، وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في يونيو الماضي، أن فيروس كورونا يمكن أن ينتشر بشكل أسرع وأوسع ويؤدي إلى عواقب وخيمة في اليمن.
وقبل 3 سنوات من ظهور وباء كوفيد-19، أعلنت الأمم المتحدة أن اليمن هو أكثر الأماكن احتياجاً على وجه الأرض بسبب الحرب العنيفة التي يعيشها والتي تسببت بدمار كبير.
وكان عمال الإغاثة في المجال الصحي اعتقدوا أن الوباء سوف يمزق اليمن، وتوقعوا أن تصل معدلات الإصابة إلى 90% وذلك لأن الملايين لا يستطيعون الوصول إلى المياه والمراحيض النظيفة وسط تفشي الأوبئة الأخرى كالكوليرا والملاريا وحمى الضنك.
وأشار الموقع إلى أنه بحلول نهاية الصيف بدأ الأمل في الظهور، وبدأ سكان العاصمة صنعاء يرون أنه لم يعد وجود لكورونا في مدنهم المكتظة والصاخبة، ولم يعد أحد يرتدي القناع.
وبحسب صحيفة «الغارديان» فإن ذلك البلد الذي مزقته الحرب يبدو أنه قد خرج سالماً نسبياً من الوباء، حيث جرى الإبلاغ عن 2124 حالة فقط و611 حالة حتى مطلع الأسبوع الماضي، على الرغم من أن هناك تشكيكاً في هذه الأرقام.
وأضافت «الغارديان»، على الرغم من أن الاختبارات ومعدات الرعاية الصحية غير موجودة تقريباً، إلا أن الأطباء والمسؤولين الصحيين يقولون إن الفيروس لم يعد مصدر قلق.
وتشير الأبحاث التي أجرتها كلية لندن للصحة والطب الاستوائي إلى أن عدد الوفيات وصل إلى 2100 حالة حتى نهاية سبتمبر، وأن معظم تلك الوفيات حدثت في وقت مبكر من الجائحة.
ولا يزال سبب انحسار الوباء غير واضح، إلا أن بعض الخبراء يرون أن الكثير من اليمنيين قد أصيبوا بالفعل بالوباء، حتى أصبحت اليمن أول دولة تكتسب مناعة القطيع، وفقاً للتايمز.
ووفقاً لبعض الأطباء فإن غياب مرض السمنة وغلبة نسبة الشباب لدى الشعب اليمني، ساعدا على عدم انتشار المرض بتلك الصورة المخيفة.
وحالياً تخطط منظمة الصحة العالمية لسحب الدم من 2000 يمني للتحقق من وجود أجسام مضادة، لكن الرئيس المحلي لمنظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة مقتنع بأن الموجة الثانية في الطريق.
وفي هذا الصدد يقول ألطاف موساني: «مناعة القطيع هي شيء يتم تحقيقه من خلال التطعيم.. التحدي يكمن في منعها».
اضف تعليقك على الخبر